أصيب ما لا يقل عن 15 شخصا بجروح في هجوم كثيف شُن بواسطة مسيّرات وصواريخ روسية في كييف صباح السبت، قبيل إتمام الطرفين المتحاربين المرحلة الثانية من عملية كبيرة لتبادل الأسرى.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية السبت إسقاط ستة صواريخ و245 مسيرة هجومية روسية خلال الليل استهدفت خصوصا العاصمة كييف.
وقالت في بيان إن «الدفاعات الجوية أسقطت 6 صواريخ بالستية من طراز إسكندر أم/كاي ان-23 وصدت 245 مسيرة معادية من طراز شاهد، من إجمالي 14 صاروخا بالستيا و250 مسيرة».
استهداف كييف
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن العاصمة كييف كانت الهدف الرئيسي للهجوم الروسي.
وأشار رئيس البلدية والإدارتان العسكرية والمدنية في كييف إلى اندلاع حرائق عدة وسقوط حطام صواريخ ومسيّرات على أبنية في عدد كبير من أحياء المدينة.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها ضربت خلال الليل مؤسسات في المجمع الصناعي العسكري ومواقع لأنظمة باتريوت المضادة للطائرات سلمتها واشنطن لأوكرانيا.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، في منشور على إكس «وحدها عقوبات إضافية تستهدف قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي ستجبر موسكو على وقف إطلاق النار، مضيفا أن سبب إطالة أمد الحرب يكمن في موسكو.
عملية تبادل
أتت هذه الهجمات فيما باشرت روسيا وأوكرانيا تبادلا لعدد قياسي للأسرى ينبغي أن يشمل 1000 أسير من كل جانب على 3 أيام. وهذا التبادل هو النتيجة الملموسة الوحيدة التي أفضت إليها المباحثات بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول في منتصف مايو/ أيار.
وأعلنت كييف وموسكو السبت تبادل 307 أسرى من كل جانب.
وشملت المرحلة الأولى من عملية التبادل الجمعة 270 عسكريا و120 مدنيا من كل جانب.
ومن المقرر أن تُجرى الأحد المرحلة الثالثة من هذا التبادل الذي يعد الأكبر منذ بدء الحرب في العام 2022.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن عملية التبادل مؤكدا أنه يريد دفع الطرفين المتحاربين إلى التفاوض لوقف "إراقة الدماء" في أسرع وقت ممكن.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقال الجمعة إن موسكو التي تحتل 20% من الأراضي الأوكرانية، تعمل على وثيقة تعرض شروط اتفاق مستدام وشامل وطويل الأمد لتسوية النزاع ستنقل إلى أوكرانيا ما أن تنجز عملية تبادل الأسرى.
في المقابل ستعرض كييف شروطها أيضا لإنهاء النزاع.
وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية السبت إن أوكرانيا مستعدة لأي من أشكال الدبلوماسية التي تُثمر، نحن مستعدون لكل الخطوات التي تضمن أمنا حقيقيا. روسيا هي غير المستعدة لأي شيء.
واعتبر أنه ينبغي ممارسة ضغوط جديدة على روسيا الأسبوع المقبل.
ضربات وقتال
وتزامنا، تستمر المعارك على الجبهة، حيث يواصل الجيش الروسي المتفوّق عديدا وعتادا، التقدم ببطء في مناطق معينة، على الرغم من تكبده خسائر كبيرة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت السيطرة على قريتي ستوبوتشكي وأودراني الأوكرانيتين، في منطقة دونيتسك الشرقية التي ما زالت مركز الاشتباكات.
وعلى بعد أكثر من 300 كيلومتر، أعلنت الوزارة السبت أيضا أن قواتها سيطرت على بلدة لوكنيا في منطقة سومي (شمال شرق) المتاخمة لروسيا، حيث قالت موسكو إنها تريد إنشاء منطقة عازلة لمنع التوغلات الأوكرانية في أراضيها.
إلى ذلك، أفادت السلطات الأوكرانية بأن غارة جوية روسية قتلت امرأة في قرية فيليكا بيساريفكا في هذه المنطقة السبت، وأصابت رجلا بجروح.
وفي منطقة كورسك الروسية المتاخمة لسومي، جرح 5 أشخاص السبت بضربات أوكرانية، بحسب ما قال الحاكم المحلي ألكسندر خينتشتين.
وأصيب 4 أشخاص بجروح، بينهم اثنان من رجال الإطفاء، في منطقة بيلغورود، بحسب حاكمها.
والجمعة، قُتل 11 مدنيا على الأقل في أوكرانيا جراء قصف روسي: أربعة في منطقة دونيتسك، وأربعة في منطقة خاركيف، وثلاثة آخرون في مدينة أوديسا، وفقا للسلطات الأوكرانية.
يأتي هذا بعد إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الجمعة، أن بلاده ستسلم أوكرانيا وثيقة تتضمن شروطها لإنهاء هجومها الذي بدأته في 2022، بعد انتهاء عملية تبادل الأسرى مع كييف، والتي يتوقع أن تستمر حتى الأحد.
وقال لافروف كما نقلت عنه الخارجية الروسية «مع انتهاء تبادل أسرى الحرب، سنكون جاهزين لتسليم الطرف الأوكراني مشروع وثيقة يضع الطرف الروسي اللمسات الأخيرة عليها».
المصدر
أ ف ب