خدمات الماء والكهرباء ... وفوضى الانقطاعات ؟! ــ رأي الجديد نيوز

عادت حليمة لعادتها..

انقطاعات متكررة للمياه والكهرباء بالعاصمة في ذروة  ارتفاع درجات الحرارة والحاجة الملحّة لهذه الخدمات.. 

من يعنيهم الأمر لايعدون أحد احتمالين : 

- لايعلمون بما يحدث وهذه طامة كبرى؛ 

- يعلمون؛ ولا يبحثون عن حل نهائي لهذه المعضلات وهذا هو عين التقصير.

 

 ليس من المقبول، ونحن رسميا نحاول تجميل البنية التحتية في العاصمة، أن لانجد حلا نهائيا لهذه الكارثة؛ فخدمات المياه والكهرباء أولى بالعناية من أي مشروع آخر بالعاصمة، لارتباطهما بحياة الإنسان ومختلف نشاطاته،القلق كبير والخسائر المادية أكبر...

 

مواطنون يتجمهرون أمام إدارة عمومية تحت أشعة الشمس اللافحة ورياح السموم القادمة من أعماق الصحراء ... الغائب المنتظر هو الكهرباء المقطوعة؛

 

مرضى يتراصون في صفوف مزدحمة أمام مكتب الطبيب في انتظار التسجيل .. الكهرباء يعيق تسجيلهم؛

 

 حوانيت ومنازل فسدت بضاعتهم  ومؤونتهم في الثلاجات ... انقطاع اكهرباء هو السبب؛

 

 عمال من مختلف الفئات تعطل عملهم، السبب هو الكهرباء؛

 

مريض يئن على فراشه بحثا عن غمضة عين منعه الحر منها .. أجهزة تبريد الهواء متوقفة، والسبب انقطاع الكهرباء؛

 

الدواء في المبرد فسدت صلاحيته ... السبب انقطاع الكهرباء..

 

 طالب علم أو موظف يعودان بعد يوم عمل شاق ... لاماء للشرب والاغتسال.

 

ربة أسرة لديها فلذات كبدها تبحث عن شربة ماء لهم تحت وهج الشمس.. الماء مقطوع..

 

 جيران يبحثون عن قدح ماء لإعداد الغداء أو الشراب للضيوف .. الماء مقطوع... 

 

 تلك أمثلة قليلة من معاناة تعادل عمر العاصمة نواكشوط ،التي مازال سكانها يعتبرون انقطاع الماء والكهرباء حدثا عاديا، ولا يعلمون أنه في أقرب الدول لهم يعتبر حدثا سيئا يطيح برؤوس كبيرة . 

 

ختاما : الشعارات لاتبني الدول ... الخدمات الأساسية عنوان للحياة، بعيدا جدّا عن التّرف ...  متى تُدرك الجهات المعنية ذلك ،وتعمل على توفير مصدر الحياة الأول، وتضيئ عتمة عاصمة شبّت وشابت على انقطاع الكهرباء ؟

كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"