أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية، اليوم الثلاثاء، أن مدريد بصدد إلغاء عملية شراء أنظمة صواريخ مضادة للدبابات من تصنيع فرع لشركة إسرائيلية في إسبانيا.
جاء الإعلان الإسباني ليؤكد تقارير إعلامية تحدث عن هذا الأمر.
وسيؤثر القرار على شراء 168 نظاما لصواريخ مضادة للدبابات من طراز «سبايك إل آر 2» تقدر قيمتها بـ285 مليون يورو (325 مليون دولار).
وكان من المفترض أن تطور الأنظمة شركة «باب تكنوس» وهي فرع تابع لشركة أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة الإسرائيلية في إسبانيا، وفقا للصحافة المحلية.
وكانت الحكومة الإسبانية وافقت على المشروع في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل 4 أيام من عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة.
وقالت الحكومة الإسبانية اليسارية إنها أوقفت تصدير الأسلحة لإسرائيل اعتبارا من الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لكن وردت تقارير عن تمرير بعض الشحنات خلسة.
موقف إسبانيا من حرب غزة
يختلف موقف إسبانيا قليلا عن بقية الدول الأوروبية، إذ اتخذت موقفًا واضحًا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.
مسؤولون إسبان كانوا قد أعربوا عن صدمتهم إزاء الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة.
وقالت وزيرة الحقوق الاجتماعية، إيوني بيلارا، في أكتوبر 2023، إن إسرائيل تنفذ «محاولة إبادة جماعية» في قطاع غزة، ودعت إلى محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
كما انتقد كل من وزير شؤون المستهلك ووزيرة المساواة قبلها العملية الإسرائيلية في غزة عبر منشورات على منصة إكس.
وفي الخامس عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أي بعد ما يزيد بقليل على شهر من اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، دعا رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إسرائيل إلى وضع حدٍّ لـ«القتل الأعمى للفلسطينيين» في قطاع غزة، في أشد انتقاد يوجَّهه لتل أبيب منذ بدء الحرب.
حينها، وعد سانشيز بأن تعمل حكومته «في أوروبا وفي إسبانيا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية».
وفي الخامس والعشرين من شهر مايو/ أيار 2024، وصفت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبليس، الحرب في غزة بأنها «إبادة جماعية حقيقية»، وذلك في ظل تدهور العلاقات بين إسرائيل وإسبانيا بعد قرار مدريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقالت روبليس، خلال مقابلة تلفزيونية: «لا يمكننا تجاهل ما يحدث في غزة، فهو إبادة جماعية حقيقية».
وفي الثامن والعشرين من مايو/ أيار 2024، أعلن رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية رسميًّا.
وقال سانشيز، إن قرار بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية دخل حيز التنفيذ، بدءا من يوم الثلاثاء 28 مايرو/ أيار 2025.
وأكد سانشيز في كلمة له، أن الاعتراف سيشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عاصمة للدولة، مضيفا أن مدريد لن تعترف بأي تغييرات أحدثتها إسرائيل على الحدود بعد عام 1967 ما لم تتفق عليها جميع الأطراف.
وأضاف رئيس الوزراء الإسباني في كلمة بهذه المناسبة أن «الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة خطوة تاريخية تتيح للفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق السلام».
وأوضح أن «الاعتراف بفلسطين ليس ضد أحد» وأن بلاده «ستركز جهودها على جعل حل الدولتين حقيقة واقعة».
وأشار سانشير إلى أنه اعتمد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معبرًا عن غالبية الشعب الإسباني، الذي يؤمن بأن «الحل الوحيد الممكن للنزاع في الشرق الأوسط هو التعايش بين دولتين».
كما أكد أنه دعم القرار لتحقيق السلام والعدالة والتماسك، والوفاء بولاية البرلمان، الذي وافق في عام 2014 على اقتراح يحث على هذا الاعتراف.
وشدد على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية «ليس النهاية إنما مجرد البداية.. وسنواصل الضغط على المجتمع الدولي».
المصدر
رويترز