أسئلة الأطفال تترى ... (بابا) متى سنلعب مع كبش العيد، لقد تأخرت كثيرا في الذهاب إلى "المربط"
نظرات الجيران وهمساتهم تحاصر ربّ الأسرة في مثل هذه الأيام حول الأضحية.
المجتمع صار ماديا لدرجة الجنون، وتغلب عليه مظاهر التفاخر، والوقت تلهث عقاربه بسرعة إلى اليوم الموعود !
ذلك هو حال الكثبر من أرباب الأسر، أياما قبل عيد الأضحى تحاصرهم المطالب المادية من كل مكان، رغم ضيق اليد وغلاء اللباس والأضاحي ..
لكن مالعمل إنها عادات المجتمع التي لاترحم !
يتساءل كثيرو ن ما أسباب غلاء الأضحية في بلد تتوفر في ثروة حيوانية كبيرة كموريتانيا ؟
التّعلاتُ كثيرة منها : موجة الجفاف، وغياب الرقابة الرسمية، و النقل بتكاليفه الباهظة، وتصدير أعداد كبيرة من الأضاحي إلى عدد من دول الجوار كـ"السنيغال ومالي وغامبيا" .
حاليا تتراوح أسعار الأضحية بين 50 ألف أوقية و160 ألفا ويعتبر هذا السقف غاليا خاصة بالنسبة لمتوسطي الدخل مع استثناء كامل للطبقات الهشة هنا.
ويرى بعض المهتمين أن أهم سبب لغلاء أسعار الأضحية هو تصديرها لدول الجوار دون النظر لحاجة السوق المحلية، وغياب الرقابة على الأسعار، وفوضوية نقاط بيع الأ ضاحي، مما يصعب رقابة أثمانها أصلا.
كما يؤكد المهتمون أن مبررالسلطات بخصوص عدم مراقبة السوق، راجع إلى حرية التجارة وهو أمر غير واقعي في ظل عمليات الاحتكار والمضاربة التي يعرفها كل أضحى .
الغريب في ارتفاع الأسعار هنا، أن الأضاحي موجودة بوفرة كبيرة، حيث تشير آخر إحصائية لوزارة التنمية الحيوانية إلى أن موريتانيا تمتلك أكثر من 30 مليون رأس من الماشية، بينها نحو 1.5 مليون رأس من الإبل، ومليونا رأس من الأبقار، ونحو 27 مليون رأس من الماعز والضأن، وتتزايد هذه الثروة سنويا بنسبة تفوق 3.5%.
ختاما: واقع الأضحية بالعاصمة عجيب، فهي متوفرة بكثرة ومع ذلك لايكاد محدودو الدخل يحصلون عليها بسعر معقول، خاصة وأنه في مثل هذه المناسبات، يندر وجود سوق للحوم وتتضاعف أسعارها عدة مرات ..إنه واقع مرير يصدق عليه المثل:" جاور الماء تعطش" !!!