دشنت منظمات أوروبية، اليوم الأحد، حملات لجمع التوقيعات، وذلك لمطالبة حكومات العالم بحماية السفينة مادلين المتجهة لكسر حصار غزة.
وذكرت منظمة «You Move Europe» أن أكثر من 200 كيان ومنظمة غير حكومية وقعت على هذا الطلب بغية عدم عرقلة الجيش الإسرائيلي سفينة كسر الحصار.
وناشدت المنظمة الراغبين في التوقيع على العريضة من مختلف أنحاء العالم الدخول إلى موقعها وملء الاستمارة المخصصة لذلك.
أكثر من مليون صوت لتحذير لإسرائيل
في السياق ذاته، طالبت حملات عدة الحكومة الفرنسية بحماية رعاياها على متن السفينة مادلين، ومن بينهم بابتست أندريه، عمر فاياض، وريما حسن، كما ناشدت الحكومة الإسبانية لحماية سيرغيو توريبيو، والحكومة الألمانية لحماية ياسمين أكار، من أي اعتراض إسرائيلي أو من قبل الناتو.
الحملة التي دشنتها منظمة «Action Network» لاقت انتشارا واسعا، وحظيت بأكثر من 1.3 مليون توقيع على تلك الرسالة الرسمية التي وجهت تحذيرًا للحكومة الإسرائيلية، مفادها أن أي ضرر يلحق بالسفينة أو طاقمها سيُعامل على أنه جريمة دولية.
ودعت الحملة الجميع للمشاركة في التوقيع على الطلب المخصص لذلك عبر موقعها.
«مادلين» تقترب من غزة
وأعلن أسطول الحرية، اليوم الأحد، أن السفينة مادلين باتت على بُعد 165 ميلًا بحريًّا فقط من قطاع غزة، ومن المتوقع أن تصل غدًا الإثنين.
ومن المتوقع أن تدخل السفينة مادلين إلى المياه الإقليمية الفلسطينية قبالة سواحل غزة خلال ساعات.
وأعلنت إسرائيل، في وقت سابق، اليوم الأحد، أنها ستعترض السفينة مادلين، وستقوم بتحويل مسارها بالقوة إلى ميناء أشدود.
وتبحر السفينة مادلين الإنسانية التابعة لتحالف أسطول الحرية إلى غزة محملة بالطعام والأدوية ولوازم الأطفال، وعلى متنها 12 من العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن وجريتا ثونبرج، يخاطرون بحياتهم لكسر الحصار وتقديم المساعدات الحيوية.
وقال تحالف أسطول الحرية، وهو منظمة دولية غير ربحية، إن إحدى سفنه غادرت ميناء كاتانيا الإيطالي متجهة إلى قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية بعد فشل محاولة سابقة بسبب هجوم بطائرتين مسيرتين على سفينة أخرى في البحر المتوسط.
ومنذ 2 مارس/ آذار 2025، أُغلقت أبواب المساعدات الإنسانية في غزة، واستشهد عشرات الأطفال جوعًا، في حين بات أكثر من 90% من سكان غزة مُعرَّضين لخطر المجاعة.
وذكر أسطول الحرية، في بيان عبر منصة إكس، أنه من الناحيتين القانونية والأخلاقية، فلا يحق لإسرائيل اعتراض هذه السفينة، سيما وأن سكان غزة، محاصرون ومهددون بالموت جوعا.
وأكد البيان أن الشعب الفلسطيني هو فقط من يحدد من يدخل أراضيه ومن لا يدخل إليها، مشددا على أن الملايين حول العالم يطالبون بفتح ممر بحري إنساني إلى غزة.
وطالب أسطول الحرية حكومات العالم بالضغط على إسرائيل لعدم عرقلة هذه المهمة الإنسانية.
إسرائيل تهدد
يأتي ذلك بعد تهديدات إسرائيلية باعتراض السفينة مادلين.
وأمر وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، قواته بالحيلولة دون بلوغ سفينة المساعدات الإنسانية مادلين والتي تنقل ناشطين أبرزهم السويدية غريتا ثونبرغ قطاع غزة.
فجاء في بيان لكاتس: «أعطيت تعليمات للجيش بمنع السفينة مادلين من بلوغ غزة»، موجها رسالة إلى النشطاء على متن السفينة مادلين: «عودوا أدراجكم لأنكم لن تصلوا إلى غزة».
وأضاف كاتس أن «إسرائيل لن تسمح لأحد بكسر الحصار البحري على غزة الذي يهدف بشكل أساسي إلى منع نقل الأسلحة إلى حماس»، مؤكدا أن إسرائيل ستتحرك ضد أي محاولة لكسر الحصار أو لمساعدة منظمات (إرهابية)، بحرا أو جوا أو برا، على حد زعمه.
السفينة مادلين
يذكر أن السفينة مادلين سُميت على اسم مادلين كُلاب، وهي أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة، وقد فقدت والدها ومصدر رزقها بعد بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.