استولت بحرية الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين، على سفينة المساعدات «مادلين» التي كانت تحمل على متنها نشطاء يسعون لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، واقتادتها إلى إسرائيل.
وأشار موقع «واللا» الإخباري إلى أن وحدة الكوماندوز البحرية «شايطت 13» هي التي نفذت عملية الاستيلاء على السفينة، وتم اقتيادها إلى ميناء أشدود.
وزعمت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن هذه المحاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع هي «استفزاز إعلامي من نشطاء يسعون إلى الدعاية»، مضيفةً أن المساعدات الرمزية التي كانت على متن السفينة ستُنقل إلى غزة عبر قنوات إنسانية معترف بها.
وأضافت الوزارة في بيان لها: «إن السفينة في طريقها بسلام إلى شواطئ إسرائيل»، ونشرت توثيقًا يظهر النشطاء على متن السفينة سالمين، مع تعليق: «انتهى العرض».
وأشرفت على رحلة «مادلين» منظمة «تحالف أسطول الحرية»، التي تضم ممثلين عن 12 منظمة مختلفة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، والممثل ليام كاننهام، والنائبة الفرنسية ريما حسن.
محاولات اعتراض
في وقت سابق من مساء أمس، أعلن النشطاء أن أربع سفن اقتربت من «مادلين»، اثنتان منها لمسافة حوالي 200 متر، ثم انسحبت.
ونُشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي سُمعت فيها أصوات إنذار، وقال أحد النشطاء: «نحن مُحاطون بالقوارب وليس لدينا أسلحة».
كما أفاد النشطاء بوجود تشويشات في ترددات الراديو وأجهزة الاتصال، وأن طائرات مُسيّرة كانت تحلق حول السفينة.
ولفت «واللا» إلى أن بحرية الاحتلال اتصلت بالسفينة قبل السيطرة عليها وأمرتها بتغيير مسارها، نظرًا لاقترابها من منطقة بحرية مُحظورة، وقد صدر هذا التوجيه عبر نظام اتصالات مدنية دولي.
ورحّب وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، بالاستيلاء السريع على السفينة، وأعلن أنه أصدر تعليماته للجيش بعرض فيديو لهجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على النشطاء فور وصولهم إلى ميناء أشدود.
وكان كاتس قد أعلن أمس أنه أصدر تعليماته للجيش بالتحرك لمنع وصول السفينة إلى غزة و«اتخاذ كل ما يلزم لتحقيق ذلك».
كيفية التعامل
ووفقًا لمصادر عسكرية لموقع «واللا»، فمن المقرر أن تصل السفينة إلى إسرائيل بعد ظهر اليوم، ولم يُحدَّد بعد كيفية التعامل مع النشطاء عند وصولهم إلى ميناء أشدود، إلا أن القرار بيد وزارتي الخارجية والعدل.
ورجّحت المصادر أن يتم نقل النشطاء مباشرةً إلى مطار بن غوريون بعد استجوابهم وفحص معداتهم، تمهيدًا لترحيلهم.
وزعم مصدر عسكري للموقع: «هناك نية لإنهاء هذا الحدث بأسرع وقت ممكن، وتجنب خدمة مصالح النشطاء الذين يسعون للاستفزاز الإعلامي. إنهم يريدون صدًى دوليًا، وآخر ما نحتاجه هو توفير منصة لهم».
وفي هذه المرحلة، لم يُحسم بعد مصيرهم بعد الاستيلاء على السفينة، سواء بنقلهم إلى إسرائيل واعتقالهم أو ترحيلهم فورًا.