أظهرت برقية دبلوماسية اطلعت عليها رويترز أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حث حكومات العالم على عدم حضور مؤتمر الأمم المتحدة المُقرر عقده الأسبوع المقبل في نيويورك بشأن حل الدولتين المحتمل بين إسرائيل والفلسطينيين.
وجاء في البرقية المُرسلة في العاشر من يونيو/ حزيران أن الدول التي تُقدم على «إجراءات مناهضة لإسرائيل» عقب المؤتمر ستعتبر مخالفة لمصالح السياسة الخارجية الأميركية، وقد تواجه عواقب دبلوماسية من الولايات المتحدة.
وتضيف البرقية أن واشنطن ستعارض أي خطوات من شأنها الاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية.
ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية بعد على طلب من رويترز للتعليق.
ومن المقرر أن يعُقد المؤتمر الذي تعارضه واشنطن خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو/ حزيران الجاري برئاسة كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية.
ائتلاف عربي أوروبي
وفي لقاء مع قناة الغد الأسبوع الماضي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قال رياض منصور، مندوب فلسطين بالأمم المتحدة، إنه في ظل الظروف الحالية هناك قوة ائتلاف عربي أوروبي، لأن الأوروبيين بدأوا يقتنعون بأنه يجب أن يقدموا على خطوات عملية لاستقلال دولة فلسطين. فبدأت السويد قبل فترة من الزمن، وآيسلندا من الأوروبيين، وتبعهم العام المنصرم بقيادة إسبانيا، واعتراف كل من إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا.
وأكد في لقاء خاص مع قناة الغد أن الجو أصبح مهيأ أكثر لأوروبا لأن تنحو منحى اتخاذ خطوات عملية لتجسيد ذلك، وقال: نحن نتوافق مع الأمين العام للأمم المتحدة على تشخيصه بأنه لا يوجد بديل لحل الدولتين، ويجب أن يصير الانفصال.
وأضاف للغد منصور إن المؤتمر الدولي ارتكز على الفتوى التاريخية التي اعتمدتها محكمة العدل الدولية، والتي أقرت، من ضمن عدة مسائل، أن هذا الاحتلال غير قانوني ويجب أن ينتهي بأسرع وقت ممكن، وطلبت من الجمعية العامة اعتماد الآليات التي تساهم في إنهاء هذا الاحتلال.
خطوات تنفيذية
وأشار إلى أن الجمعية العامة شرعت بقرار في ديسمبر الماضي دعت فيه إلى عقد مؤتمر دولي، والذي سيُعقد بين 17 إلى 20 من الشهر الحالي في الجمعية العامة في نيويورك. وقد أقرت أن الرئاسة مشتركة للمملكة العربية السعودية وفرنسا لأسباب واضحة، وأن يكون هذا المؤتمر ذا طبيعة تنفيذية عملية لتجسيد حل الدولتين على الأرض، كما تدعو إلى ذلك قرارات الأمم المتحدة والإجماع الدولي الموجود فيها.
وقال إن هذا المؤتمر يريد أن يتخذ خطوات عملية تنفيذية لإنجاز حل الدولتين على الأرض، وليس فقط التأكيد على أهمية هذا الحل، لأنه تم التأكيد عليه في مئات من القرارات التي اعتمدت سواء في الجمعية العامة أو في مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان. لكن التركيز الآن هو على التنفيذ.