بدأت دول أوروبية وعربية اتصالات مكثفة تدعو إلى خفض التصعيد بين إسرائيل وإيران لعدم الانزلاق نحو حرب إقليمية في الشرق الأوسط.
وشنت إسرائيل هجوما جويا عنيفا على إيران أسفر عن استهداف منشآت نووية، واغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين.
كما أدت الهجمات الإسرائيلية على إيران، منذ يوم الجمعة، إلى مقتل ما لا يقل عن 78 إيرانيا، بينهم مسؤولون عسكريون كبار، فيما تعد أكبر هجمات إسرائيلية على الإطلاق على إيران.
وقالت وكالة مهر الإيرانية للأنباء اليوم السبت إن إسرائيل شنت غارة قرب مصفاة تبريز شمال غرب البلاد.
كما ذكرت وكالات أنباء إيرانية شبه رسمية بأن طائرة إسرائيلية مسيرة قصفت مصفاة تكرير في حقل بارس الجنوبي للغاز بإيران.
تداعيات التصعيد
تحدث رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم السبت، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني بشأن التصعيد الراهن بين إيران وإسرائيل.
وبحث الشيخ محمد بن زايد، خلال اتصالين هاتفيين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران.
وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام)، اليوم السبت إنه «تم التشديد خلال الاتصالات على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتكثيف الجهود لخفض التصعيد في المنطقة وحل الخلافات من خلال الوسائل الدبلوماسية بما يحفظ أمن المنطقة واستقرارها».
وأوضحت الوكالة أنه تم التشديد على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتكثيف الجهود لخفض التصعيد في المنطقة وحل الخلافات من خلال الوسائل الدبلوماسية بما يحفظ أمن المنطقة واستقرارها.
وفي السياق ذاته، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، هاتفيا اليوم السبت، مع نظيره العراقي فؤاد حسين تداعيات الهجمات العسكرية الإسرائيلية على إيران.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله تلقى، اتصالا هاتفيا اليوم السبت، من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بحثا خلاله التطورات التي تشهدها المنطقة لاسيما العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران وتداعياتها في المنطقة.
كما أشار مراسل الغد إلى أن من المتوقع أن يجري وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اتصالات مع نظرائه في الشرق الأوسط اليوم بعد أن أجرى محادثات مع ممثلين من إيران والأردن والمملكة العربية السعودية أمس. إذ عقد لامي اجتماعا مشتركا مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
النهج العدواني
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالاً هاتفياً مع ملك الأردن عبد الله الثاني.
ووفقا لبيان من الرئاسة التركية ، فقد جرى خلال الاتصال بحث الصراع بين إسرائيل وإيران، إضافة إلى قضايا إقليمية ودولية.
وأكد أردوغان أن الهجمات التي تشنها إسرائيل ضد إيران تُعدّ استفزازاً من شأنه أن يلحق ضرراً بالغاً بأمن المنطقة، مشيراً إلى أن النهج العدواني والمتجاهل للقانون الذي يتبعه كلٌّ من إسرائيل وحكومة نتنياهو يشكل تهديداً للاستقرار والأمن على الصعيد العالمي.
كما شدد على أن صمت المجتمع الدولي تجاه الاحتلال والإبادة الجارية في فلسطين هو ما أوصل العدوان الإسرائيلي إلى هذا المستوى، وأن إسرائيل من خلال هذه الهجمات تقوّض الجهود الرامية إلى إيجاد حل لمسألة البرنامج النووي الإيراني، وأن أي تسرّب نووي قد ينجم عن هذه الهجمات من شأنه أن يشكل تهديداً للمدنيين وللصحة الإقليمية والدولية، في ظل تجاهل إسرائيل لهذه المخاطر.
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن منطقتنا لا تتحمل أزمة جديدة، مؤكداً أن استمرار المفاوضات النووية هو السبيل الوحيد لحل النزاع، وأنه لا ينبغي السماح بأن تؤدي هذه الهجمات إلى طمس القضية الفلسطينية
الانتشار النووي
وقال بيان للرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، تلقى اليوم السبت، اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيسين تناولا الأوضاع الإقليمية والتصعيد الإسرائيلي الجاري في المنطقة، حيث شدد الرئيسان على أن هذا النهج التصعيدي يمكن أن تترتب عليه تداعيات كارثية على المنطقة وعلى الأمن والاستقرار الإقليميين، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ، بما يهدد بانزلاق الشرق الأوسط بأكمله إلى حالة من الفوضى العارمة ستتحمل عواقبها كافة الدول دون استثناء.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن السيسي شدد على ضرورة اتباع مقاربة شاملة تعالج كافة الشواغل الأمنية ذات الصلة بعدم الانتشار النووي في المنطقة، من خلال تحقيق عالمية معاهدة عدم الانتشار وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط، وإقامة المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، التي يجب أن تشمل كافة دول الإقليم.
موجات هجرة
وقالت الرئاسة التركية إن الرئيس أردوغان اجرى اتصالاً هاتفياً مع الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية.
وأكد الرئيس أردوغان خلال الاتصال أن إسرائيل في ظل حكومة نتنياهو تمثل التهديد الأكبر لاستقرار وأمن المنطقة، وقد أثبتت ذلك مرة أخرى من خلال هجومها على إيران، مشدداً على ضرورة كبح جماح إسرائيل لخفض التوتر في المنطقة.
وأشار إلى أن تغاضي المجتمع الدولي عن الاحتلال والإبادة الجارية في فلسطين هو ما أوصل إسرائيل إلى هذا المستوى من العدوانية وتجاهل القانون، لافتاً إلى أن الهجوم الإسرائيلي على إيران في فترةٍ تتواصل فيها المساعي للتوصل إلى اتفاق من خلال المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، يهدف إلى تقويض جهود السلام، ويؤكد مرة أخرى أن الهجمات التي قد تؤدي إلى تسرّب نووي تُظهر مدى استهتار إسرائيل بأمن المنطقة والعالم.
وشدد الرئيس أردوغان في الاتصال على أن منطقتنا لا يمكن أن تتحمّل أزمة جديدة، محذّراً من أن حرباً مدمرة قد تؤدي إلى موجات هجرة غير منتظمة تطال جميع دول المنطقة، ومؤكداً أن النزاع النووي لا يمكن حله إلا من خلال استمرار المفاوضات.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الاتصال شهد استعراض تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة، مع التأكيد على ضرورة بذل كافة الجهود لخفض التصعيد وضبط النفس، وأهمية العودة للحوار وحل الخلافات كافة بالوسائل الدبلوماسية.
الحقوق المشروعة
وأبدت دول أخرى موقفها من الصراع الراهن، حيث أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الإيراني عباس عراقجي السبت، دعم بلاده لطهران في «الدفاع عن حقوقها المشروعة»، فيما قال لنظيره الإسرائيلي غدعون ساعر في اتصال آخر معارضة بكين للهجوم.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن يي قال لعراقجي إن الصين ستدعم طهران «في الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة». وفي الاتصال مع نظيره ساعر، أكد يي أن بكين تعارض ما تقوم به إسرائيل من «مهاجمة إيران بالقوة».
وفي السياق ذاته، أجرى كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب اتصالا هاتفيا ناقشا فيه الوضع في الشرق الأوسط والتصعيد بين إسرائيل وإيران.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله إن «التصعيد الخطر في الشرق الأوسط كان بطبيعة الحال في صلب النقاش». كذلك، أشارت إلى أن بوتين أطلع ترمب على «تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الاجتماع بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول في الثاني من يونيو/حزيران».