حذرت كتائب حزب الله العراقية المتحالفة مع إيران، اليوم الأحد، من أنها ستستأنف هجماتها على القوات الأميركية في المنطقة إذا تدخلت الولايات المتحدة في الصراع بين إسرائيل وإيران.
وقال الأمين العام لكتائب حزب الله أبو حسين الحميداوي، في بيان :«نراقب عن قرب تحركات جيش العدو الأمريكي في المنطقة، وإذا ما أقدمت أمريكا على التدخل في الحرب، فسنعمل بشكل مباشر على مصالحها وقواعدها المنتشرة في المنطقة دون تردد».
وتشكلت كتائب حزب الله بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، وهي واحدة من الفصائل المسلحة العراقية المقربة من إيران. وأعلنت الجماعة، وهي أحد الركائز الرئيسية في شبكة وكلاء إيران بالمنطقة، مسؤوليتها عن عشرات الهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة استهدفت قوات إسرائيلية وأمريكية في العراق وسوريا.
وفي مطلع العام الماضي، أعلنت الكتائب تعليق كل عملياتها العسكرية ضد القوات الأمريكية في المنطقة استجابة لجهود بذلتها الحكومة العراقية.
والعراق حليف نادر لكل من واشنطن وطهران ويكافح لتجنب الإضرار باستقراره الهش في وقت يركز فيه على إعادة الإعمار بعد صراع امتد لسنوات.
بزشكيان يحذر العراق
من ناحية أخرى، حضّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العراق الأحد على منع إسرائيل من استخدام مجاله الجوي وأراضيه لشنّ هجمات على إيران بحسب وكالة فرانس برس.
وقال بزشكيان في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني "نؤكد أنّ الحكومة العراقية يجب أن تمارس المزيد من اليقظة وحماية حدودها ومجالها الجوي كي لا تتم إساءة استخدام الأراضي العراقية ضدّ الجمهورية الإسلامية"، حسبما أفاد بيان صادر عن الرئاسة الإيرانية.
ويأتي ذلك في خضمّ هجوم بدأته إسرائيل فجر الجمعة على نطاق واسع طال خصوصا مواقع عسكرية ونووية في إيران التي ردت منذ ليل اليوم ذاته، بضربات صاروخية ومسيّرات على الدولة العبرية.
من جهته، أكّد السوداني "حرص العراق على عدم اتساع نطاق الحرب"، مشيرا إلى "الحراك الذي تقوده الحكومة العراقية على مختلف المسارات من أجل منع اختراق الأجواء العراقية من قبل الكيان الصهيوني" وفق بيان صدر عن مكتبه.
وأبدى السوداني "استعداد العراق لتقديم كل أنواع المساعدات اللازمة لمعالجة آثار العدوان".
ودعت بغداد السبت واشنطن إلى احترام الاتفاقات الثنائية "بما يؤدي إلى منع طائرات الكيان الصهيوني من تكرار اختراق الأجواء العراقية وتنفيذ الاعتداءات"، غداة إعلانها رفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل بتهمة استخدام أجواء العراق في ضرب إيران.
وأعلنت إيران، اليوم الأحد، إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ البالستية نحو إسرائيل.
وقال إعلام رسمي إيراني إنه تم إطلاق صواريخ باليستية من جميع أنحاء إيران صوب إسرائيل.
وأكد شاهد من رويترز سماع دوي انفجارات في منطقة تل أبيب.
وقال الشاهد إنه تم سماع دوي صفارات الإنذار من غارات جوية في تل أبيب والقدس.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق صواريخ من إيران صوب الدولة العبرية.
ووجهت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعليمات للسكان في شمال البلاد ووسطها بالبقاء قريبين من المناطق المحمية، وتقليص الحركة في الأماكن العامة وتجنّب التجمعات.
وقالت: «عند تلقي الإنذار، يجب الدخول إلى المنطقة المحمية والبقاء فيها حتى صدور إعلان رسمي جديد.. رسائل تحذيرية من الجبهة الداخلية تم إرسالها من الهواتف».
128 قتيلا
وأفادت وسائل إعلام إيرانية اليوم الأحد بأن حصيلة الضربات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الجمعة والسبت بلغت 128 شخصا بينهم نساء وأطفال، بينما أصيب المئات بجروح.
ونقلت صحيفة اعتماد عن وزارة الصحة قولها إن "128 شخصا استشهدوا في هذه الاعتداءات العسكرية، وأدخل نحو 900 جريح الى المستشفيات".
وأفاد التقرير بأن حصيلة القتلى تتضمن 40 امرأة، مشيرا الى أن "عدد الأطفال الشهداء كبير".
أضرار المنشآت النووية الإيرانية
كشفت صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة «أسوشيتد برس» عن بعض الأضرار التي لحقت بترسانة الصواريخ الباليستية والمنشآت النووية الإيرانية في الهجوم الإسرائيلي العنيف على البلاد.
أظهرت صور من مركز Planet Labs PBC، التقطت يوم الجمعة، أضرارًا في قاعدتين صاروخيتين، واحدة في كرمانشاه والأخرى في تبريز، وكلاهما في غرب إيران.
في كرمانشاه، حيث تقع القاعدة على سفح جبل، شوهدت حروقٌ على مساحة واسعة بعد الهجوم.
وفي تبريز، أظهرت الصور أضرارًا في مواقع متعددة من القاعدة.
في منشأة نطنز للتخصيب النووي، جنوب غرب طهران، تُظهر الصور العديد من المباني المتضررة أو المدمرة، بما في ذلك هياكل تُزوّد المنشأة بالطاقة، بحسب الخبراء.
