بدأت مساء اليوم الجمعة، مباحثات بين وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ووزراء خارجية الترويكا الأوروبية حول البرنامج النووي.
ووصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الجمعة، هجمات إسرائيل على المنشآت النووية في بلاده بأنها جرائم حرب خطيرة، وذلك في كلمة ألقاها بمقر الأمم المتحدة في جنيف.
وقال وزير الخارجية الإيراني أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف، إن بلاده تتعرض لعدوان جائر ولا يمكن أن تسمح طهران لإسرائيل بقلب الأمور رأسا على عقب.
وندّد وزير الخارجية الإيراني بالهجمات الإسرائيلية على بلاده معتبرا أنها «خيانة» للجهود الدبلوماسية التي كانت تبذل مع الولايات المتحدة، ومؤكدا أن طهران وواشنطن كانتا ستتوصلان إلى «اتفاق واعد» في شأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال عراقجي أمام مجلس حقوق الإنسان قبل اجتماع بالغ الأهمية مع وزراء خارجية أوروبيين، «هوجمنا في وسط عملية دبلوماسية. كان مقررا أن نلتقي الأميركيين في 15 يونيو/حزيران لصوغ اتفاق واعد جدا».
القضايا النووية
وذكر وزير الخارجية الإيراني للتلفزيون الرسمي أن «محادثاتنا مع الترويكا الأوروبية في جنيف ستركز فقط على القضايا النووية والإقليمية».
وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز «نحتاج إلى سماع "مبادرة" الترويكا الأوروبية بشأن القضية النووية».
ولقاء وزراء الخارجية الأوروبيون بنظيرهم الإيراني اليوم يهدف إلى إيجاد مسار للعودة إلى الدبلوماسية بشأن برنامج طهران النووي في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة المشاركة في القصف الجوي الإسرائيلي على إيران.
وتحدث وزراء من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الدول المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مع عباس عراقجي في وقت سابق من هذا الأسبوع، كما أنهم ينسقون مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.
وفي مكالمة نادرة، أكدوا لعراقجي على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات وتجنب المزيد من التصعيد. وبناء على اقتراح إيران، وافق الجانبان على الاجتماع وجها لوجه.
مباحثات جنيف
وتعقد المحادثات في جنيف، حيث جرى التوصل في عام 2013 إلى اتفاق مبدئي بين إيران والقوى العالمية للحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات قبل التوصل إلى اتفاق شامل في عام 2015.
وتأتي المحادثات بعد انهيار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة عندما أطلقت إسرائيل ما أسمتها عملية "الأسد الصاعد" ضد المنشآت النووية وقدرات صنع الصواريخ الباليستية في إيران في 13 يونيو/حزيران.
وشعرت القوى الأوروبية، التي لم تكن جزءا من المفاوضات النووية الإيرانية مع الولايات المتحدة، بالإحباط المتزايد من استراتيجية التفاوض الأمريكية في المحادثات. واعتبروا أن بعض المطالب غير واقعية، في الوقت الذي يخشون فيه وجود إطار سياسي أولي ضعيف من شأنه أن يؤدي إلى مفاوضات دون نهاية واضحة.
وتطالب إدارة ترمب إيران بوقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، في حين تركت الترويكا الأوروبية في محادثات سابقة مجالا للتخصيب لأغراض مدنية مقابل عمليات تفتيش دولية صارمة للغاية لأنشطة إيران النووية.
وتحول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة إلى موقف أقرب من موقف ترمب، وقال إن أي اتفاق جديد مع طهران يجب أن يتجه لمنع التخصيب تماما.
وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن إيران مستعدة لمناقشة فرض قيود على تخصيب اليورانيوم، لكنه قال إن طرح منع التخصيب تماما سيقابل قطعا بالرفض، خاصة في ظل استمرار هجمات إسرائيل على إيران.