إسرائيل تقصف بوشهر في إيران وسط تحذيرات من كارثة إقليمية

أفاد مراسل رويترز بأن الجيش الإسرائيلي شن هجوما جديدا على منطقة بوشهر في إيران، اليوم الجمعة، وسط تحذيرات من حدوث كارثة إقليمية جراء استهداف مواقع حساسة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف ما وصفه بـ«بنية تحتية عسكرية» في جنوب غرب إيران، فيما أوضح مراسلنا أنه جرى استهداف ميناء بوشهر.

وأضاف الجيش في بيان أنه شن ضربات جديدة على ايران، مستهدفا منصات إطلاق صواريخ في جنوب غرب البلاد.

كارثة إقليمية

وجاء الهجوم الإيراني بعد تحذير من رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الجمعة، قال فيه إن ضربة إسرائيلية على محطة بوشهر النووية في جنوب إيران قد تؤدي إلى كارثة إقليمية، مضيفا أنه لم يتم رصد أي تسرب إشعاعي منذ بدء الحرب.

وكان متحدث عسكري قد أثار لغطا أمس الخميس، حين كشف عن قيام إسرائيل بالهجوم على محطة بوشهر النووية الإيرانية، ما دفع موسكو إلى تحذير إلى تل أبيب بشأن الموقع الذي كان يضم خبراء روس.

وقال رافائيل غروسي، الجمعة، أمام مجلس الأمن الدولي «لقد تواصلت معي دول من المنطقة بشكل مباشر خلال الساعات القليلة الماضية للتعبير عن مخاوفها، وأريد أن أوضح بشكل قاطع وكامل أنه في حال وقوع هجوم على محطة بوشهر للطاقة النووية، فإن ضربة مباشرة ستؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة للغاية من النشاط الإشعاعي».

وتابع غروسي «نتابع الوضع في المنشآت النووية الإيرانية منذ بداية الهجمات الإسرائيلية، مشيرا إلى استهداف البنى التحتية الكهربائية في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في إيران».

وأكد أنه ‎لا يوجد نشاط إشعاعي يهدد المدنيين في إيران لكن ذلك قد يحدث، حال الهجوم على مفاعل بوشهر النووي.

ودعا غروسي إلى العمل من أجل حلول دبلوماسية مع ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، معربا عن استعداده للسفر والتواصل مع الأطراف المعنية والتأكد من سلامة المنشآت النووية.

فرصة للسلام

من جانبه، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، أطراف النزاع الإسرائيلي الإيراني إعطاء فرصة للسلام، محذرا من أن العنف قد يخرج عن نطاق السيطرة.

وقال غوتيريش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي «هناك أوقات لا تكون فيها الخيارات المطروحة أمامنا مهمة فحسب، بل حاسمة أيضا. أوقات يُحدد فيها الاتجاه الذي نتخذه ليس مصير الأمم فحسب، بل ربما مستقبلنا المشترك. ونحن في لحظة كهذه».

وأضاف إلى أطراف النزاع - الأطراف المحتملة في النزاع - وإلى مجلس الأمن كممثل للمجتمع الدولي، لدي رسالة بسيطة وواضحة «أعطوا فرصة للسلام، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة التي تنظر في التدخل عسكريا لدعم إسرائيل».

وأعرب غوتيريش عن قلقه إزاء تصعيد الحرب بين إيران وإسرائيل، وحذر قائلا «لا نُدفع إلى أزمة، بل نندفع نحوها. لا نشهد حوادث معزولة، نسير على طريق فوضى محتملة.

وأكد أن «اتساع نطاق هذا النزاع قد يشعل برميل بارود لا يمكن لأحد السيطرة عليه. لا يمكننا السماح بحدوث ذلك»، مجددا مطالبته بإنهاء القتال والعودة إلى مفاوضات جادة».

وقال أيضا «دعونا لا ننظر يوما ما إلى هذه اللحظة الحاسمة بأسف. دعونا نتصرف معا بمسؤولية لننقذ المنطقة والعالم من الهاوية».

وفي جلسة مجلس الأمن قال المندوب الصيني، إن أعمال إسرائيل تنتهك القانون الدولي وتهدد أمن وسيادة إيران وتقوض الأمن الإقليمي، موضحا أن النزاع الحالي بين إسرائيل وإيران قطع مسار المفاوضات النووية وأن من الواجب عدم الانحراف عن السعي لتسوية سياسية.

وأضاف المندوب الصيني أنه يجب على إسرائيل التوقف عن أفعالها لمنع حدوث كارثة.

تكثيف القصف

من ناحية أخرى، أصدر وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تعليمات للقوات بتكثيف الهجمات داخل إيران، مع التركيز بشكل متزايد على الأهداف المرتبطة بالحكومة في العاصمة طهران بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب ا).

وقال كاتس، اليوم الجمعة، إن الهدف من ذلك هو زعزعة استقرار النظام الإيراني.

وأضاف بأن من المقرر استهداف رموز الدولة، ودفع سكان طهران إلى إخلاء شامل للعاصمة.

كما أشار كاتس أيضا إلى عزمه مواصلة استهداف المنشآت والعلماء المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني.

ويُذكر أن الهدف المعلن لإسرائيل من هذه الحرب هو منع إيران من تطوير أسلحة نووية وصواريخ.

وتأتي هذه التصريحات في وقت ينتظر أن يُقدّم الأوروبيون عرضا تفاوضيا شاملا لإيران في اجتماعٍ بسويسرا الجمعة، لا سيما بشأن القضايا النووية.

وقد أمهل الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، نفسه أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن تدخل عسكري اميركي محتمل إلى جانب إسرائيل.

 

المصدر: أ ف برويترزد ب أ