قال مصدران إن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنهم لا يريدون الانتظار أسبوعين حتى تتوصل إيران إلى اتفاق لتفكيك أجزاء رئيسية من برنامجها النووي، وإن إسرائيل قد تتحرك بمفردها قبل انتهاء المهلة، وسط استمرار الجدل داخل فريق ترمب عما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة التدخل.
وأضاف المصدران المطلعان لرويترز، أن إسرائيل نقلت مخاوفها إلى مسؤولي إدارة ترمب يوم الخميس خلال ما وصفاها بأنها مكالمة هاتفية مشوبة بالتوتر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما إذا كان يمكن مهاجمة منشأة فوردو النووية بمشاركة الأميركيين أم بدونهم «لدينا القدرة على إزالة جميع أهدافنا وجميع منشآتهم النووية، لكن قرار الرئيس بشأن رغبته في الانضمام أم لا هو قرار يعود إليه».
وقال ترمب يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة وحدها لديها القدرة على تدمير أو تفكيك منشأة فوردو. وأضاف «لكن هذا لا يعني أنني سأفعل ذلك».
منشأة فوردو
ذكرت صحيفة الغارديان أن ما قيل لمسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية هو أن استخدام القنابل التقليدية ضد منشأة تخصيب يورانيوم إيرانية تحت الأرض في فوردو لن يكون كافيا لتدميرها بالكامل وأن تدميرها سيتطلب هجمات أولية بقنابل تقليدية ثم إسقاط سلاح نووي تكتيكي من قاذفة بي-2.
وقال مسؤولان أميركيان لرويترز، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة تنقل قاذفات قنابل من طراز بي-2 إلى جزيرة غوام في المحيط الهادي، في وقت يدرس فيه الرئيس دونالد ترمب ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة المشاركة في الهجمات الإسرائيلية على إيران.
ويمكن تجهيز القاذفة بي-2 لحمل القنابل الأميركية (جي.بي.يو-57) زنة 30 ألف رطل المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض، وهو سلاح يقول الخبراء إنه يمكن استخدامه لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك موقع فوردو.
وهددت القوات المسلحة الإيرانية، اليوم السبت، بضرب شحنات المساعدة العسكرية لإسرائيل مع استمرار الحرب بين البلدين.
وقال متحدث في خطاب مصور بثه التلفزيون الرسمي «نحذر من أن إرسال أي معدات عسكرية أو للرادارات في سفن أو طائرات من أي دولة لمساعدة النظام الصهيوني، سيعتبر مشاركة في العدوان على إيران الإسلامية وسيكون هدفا مشروعا للقوات المسلحة».
المنشآت النووية
وكررت إسرائيل قصف المواقع النووية منذ أن بدأت الحرب على إيران.
وقالت وكالة الطاقة الذرية، مساء السبت، إن إسرائيل استهدفت مجمع نووي كبير في أصفهان للمرة الثانية منذ بدء هجمات إسرائيل على إيران.
من جانبه، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، اليوم السبت، أن مفاعل أراك للمياه الثقيلة الذي ضربته إسرائيل في وقت سابق من الأسبوع كان مخصصا «للصحة والدواء».
وقال إسلامي في بيان «تُستخدم منتجات محطة أراك للماء الثقيل في مجالات الصحة والدواء. أنتم (إسرائيل) تستهدفون مركزا نشطا في مجال البحث الطبي في مجال العلاجات الإشعاعية».
ضربات إسرائيلية
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء السبت أنه يشن ضربات في منطقة بندر عباس الساحلية في جنوب إيران عند مضيق هرمز.
وحتى الآن، تركزت الحملة العسكرية الإسرائيلية على إيران على وسط البلاد وغربها. وأورد بيان عسكري مقتضب ان الجيش الإسرائيلي «يضرب حاليا منشآت لتخزين المسيرات ومنشأة أسلحة (...) في منطقة بندر عباس».
من جهتها، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء بتفعيل الدفاعات الجوية في جنوب البلاد بعد رصد تحليق طائرات إسرائيلية في بندر لنجة وبندر عباس.
كما شنّت إسرائيل ضربات على مدينة شيراز في جنوب إيران التي تستضيف قواعد عسكرية، ما أدى إلى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي للتصدي للهجوم، وفق ما أوردت وسائل إعلام إيرانية.
وأصابت ضربة إسرائيلية، اليوم السبت، قاعدة عسكرية في محافظة قم جنوب طهران وأسفرت عن إصابة شخص واحد، وذلك في اليوم التاسع من الحرب المستمرة بين إسرائيل وإيران.
وردت إيران بإطلاق موجات من المسيّرات والصواريخ البالستية استهدفت المدن الإسرائيلية، وطاولت مستشفى ومجمعات سكنية ومصفاة نفط.
كما توعّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان السبت إسرائيل برد «أكثر تدميرا» على هجماتها، مشددا على رفضه وقف البرنامج النووي في بلاده.
وفي ظل تمسّك طهران برفض التفاوض بشأن برنامجها النووي مع تواصل الضربات الإسرائيلية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة أن مهلة «أسبوعين» التي حددها الخميس ليقرر ما إذا كان سيوجه ضربة لإيران هي «حد أقصى»، وأنه قد يتخذ قراره قبل انتهائها.