في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اليوم الثلاثاء، دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، توالت ردود الأفعال الدولية المرحبة بهذه الخطوة.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن أوروبا تشيد بإعلان الرئيس ترمب وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، معتبرة أن التفاوض هو «السبيل الفعلي الوحيد» لإنهاء النزاع.
وكتبت فون دير لاين على منصة إكس أن هذا الإعلان «خطوة مهمّة نحو إعادة الاستقرار في المنطقة الرازحة تحت ثقل التوتّرات. ولا بدّ من أن يكون ذلك أولويّتنا الجماعية».
ودعت إيران إلى «الانخراط جدّيا في مسار دبلوماسي ذي مصداقية».
الصين وروسيا
ودعت الصين كلا من إيران وإسرائيل، الثلاثاء، للسعي إلى «حل سياسي» للنزاع.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، إن بكين تدعو الأطراف المعنية إلى العودة إلى المسار الصحيح لحل سياسي في أسرع وقت ممكن.
وأعرب المتحدث الصيني عن أمل بلاده في «وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن»، مشددا على أن الوقائع أثبتت أن الوسائل العسكرية لا تحقق السلام، وأن الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد السليم لحل الخلافات.
وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
كذلك، أعلنت روسيا، عبر وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، الترحيب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
وقال لافروف إن موسكو ترحب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران لكن من الصعب معرفة ما إذا كان سيستمر.
وأكد الكرملين، الثلاثاء «إذا كان هناك وقف لإطلاق النار فلا يسعنا إلا الترحيب به ونأمل أن يستمر».
أيضا دعت وزارة الخارجية الفرنسية إيران إلى الدخول فورا في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية.
وقالت الوزارة، في بيان، إن باريس تحث طهران على الدخول دون تأخير في مفاوضات تفضي إلى اتفاق يعالج جميع المخاوف المتعلقة ببرامجها النووية والباليستية وأنشطتها المزعزعة للاستقرار.
ورحبت فرنسا بإعلان الرئيس الأميركي وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
«احتواء التصعيد»
كما رحبت السعودية بإعلان وقف لإطلاق النار، وقالت الخارجية السعودية في بيان إن المملكة «ترحب بإعلان رئيس الولايات المتحدة التوصل لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي التصعيد في المنطقة».
وأعربت المملكة عن أملها أن تشهد الفترة المقبلة التزاما من جميع الأطراف بالتهدئة والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها.
ورحبت مصر بإعلان الرئيس الأميركى، مشددة على كونه «تطورًا جوهريا نحو احتواء التصعيد الخطير الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، ومن شأنه أن يشكل نقطة تحول هامة نحو إنهاء المواجهة العسكرية بين البلدين واستعادة الهدوء بالمنطقة».
وأكدت القاهرة، في بيان أصدرته وزارة الخارجية اليوم، أن «هذه الخطوة تمثل فرصة حقيقية لوقف دائرة التصعيد والهجمات المتبادلة، وتهيئة البيئة المواتية لاستئناف الجهود السياسية والدبلوماسية».
ودعا البيان الطرفين إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال هذه المرحلة الدقيقة، واتخاذ الإجراءات التي تسهم في تحقيق التهدئة وخفض التصعيد، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها".
قمة الناتو
ومن المقرر أن يلتقي قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدينة لاهاي بهولندا، اليوم الثلاثاء، في قمة تستمر يومين، وتركز بشكل أساسي على زيادة الإنفاق الدفاعي، وإن كان من المتوقع أيضا أن يبحث المشاركون التصعيد العسكري في الشرق الأوسط والحرب المستمرة في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يصل إلى لاهاي قادة ووزراء دفاع وخارجية دول الناتو الـ32، بالإضافة إلى ممثلين عن شركاء الناتو في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهم أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا.
من المرجح أن تطغى التطورات الأخيرة في الصراع بين إسرائيل وإيران على جدول أعمال القمة.
«نفي لخرق الاتفاق»
وذكرت وكالة رويترز أن الجيش الإسرائيلي عمل على اعتراض صواريخ تم رصد إطلاقها من إيران بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ.
ودوت صفارات الإنذار في مناطق بشمال إسرائيل في وقت سابق.
وأكد وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنه أصدر تعليمات للجيش بـ«الرد بقوة على خرق إيران لوقف إطلاق النار».
وقال كاتس في بيان «أصدرت تعليماتي للجيش الإسرائيلي بالرد بقوة على خرق إيران لوقف إطلاق النار وتوجيه ضربات قوية ضد أهداف تابعة للنظام في قلب طهران».
فيما نفت إيران إطلاق صواريخ من أراضيها عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
إذ نفى الجيش الإيراني، الثلاثاء، إطلاق صواريخ على إسرائيل بعد ساعات من الموعد المفترض لبدء وقف إطلاق النار، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني.
ونقل التقرير عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، التي تشمل الجيش النظامي والحرس الثوري شبه العسكري، نفيها للاتهامات.
وقالت سائل إعلام إيرانية إنه لا دليل على إطلاق طهران الصاروخ الأخير صوب إسرائيل.
بينما نقل التلفزيون الإيراني عن القيادة العسكرية إن إسرائيل وجهت ضربات لإيران حتى الساعة 9 صباحا.
قاعدة العديد
ونقلت رويترز عن وسائل إعلام إيرانية أن نائب وزير الخارجية، مجيد تخت روانجي، وجه شكر لقطر، الثلاثاء، على «دورها البناء» في منع التصعيد بالمنطقة.
وأضافت أن روانجي نقل الرسالة في اتصال هاتفي مع وزير الدولة القطري، محمد بن عبد العزيز الخليفي، وذلك بعد أن أطلقت إيران صواريخ على قاعدة العديد الأميركية في قطر ردا على الضربات الأميركية على منشآتها النووية.
وأكد روانجي أن إيران عازمة على مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين على أساس حسن الجوار والمصالح العليا.
جاء ذلك في وقت استعدت فيه الدوحة، سفير طهران لديها غداة إطلاق صواريخ من إيران على قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر.
وقالت الخارجية القطرية، في بيان، إنها استدعت علي صالح آبادى، سفير إيران، وجدّدت الإدانة الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني، باعتباره انتهاكا صارخا لسيادتها ومجالها الجوي.
وقال مصدر مطلع لرويترز، الاثنين، إن إيران نسقت هجماتها على قواعد أميركية في قطر التي قررت إغلاق المجال الجوي.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، التي كانت أول من أورد الأنباء عن هذا التنسيق، أن إيران اتخذت هذا الإجراء لتقليل الخسائر.