من جديد عادت الحرب على غزة إلى واجهة الاهتمام في إسرائيل عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع إيران، برعاية أميركية قطرية.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الجهود الدولية والإقليمية إلى التوصل لاتفاق ينهي الحرب التي دامت أكثر من عام ونصف ويطلق سراح المحتجزين، تعود دعوات اليمين المتطرف للتصعيد في القطاع واستمرار القتال.
«أبواب الجحيم»
واليوم، طالب وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، بمواصلة الحرب على غزة.
وقال بن غفير خلال مقابلة إذاعية لهيئة البث الإسرائيلية (كان) «من المبكر إنهاء الحرب في غزة والأهداف لم تحقق بعد ولم نهزم حماس».
وطالب الوزير اليميني بمواصلة عملية التهجير من قطاع غزة، قائلا «إن الدولة التي تقوم بعمل رائع في إيران تستطيع تمزيق حماس في غزة، وعلينا المضي قدما أيضا في برنامج تشجيع الهجرة».
وتابع أنه بعد انتهاء الحرب ضد إيران «يجب أن تُفتح أبواب الجحيم في وجه جميع الأعداء. لقد حققنا إنجازًا في إيران، وعلينا استغلاله وإظهار للجميع أننا أصحاب القرار في الشرق الأوسط» - بحد تصريحاته.
ولفتت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، يشارك بن غفير موقفه الرافض لإنهاء الحرب على قطاع غزة.
وأمس، أجرى رئيس الأركان، إيال زامير، تقييمًا للوضع مع هيئة الأركان العامة عقب دخول وقف إطلاق النار مع إيران حيز التنفيذ، وقال «الآن يعود التركيز إلى غزة.. علينا إعادة المحتجزين وإسقاط نظام حماس».
مصلحة إسرائيلية
يأتي هذا في مواجهة أصوات ترى ضرورة في وقف الحرب والإسراع بإعادة المحتجزين «لمصلحة إسرائيل».
ولعل أبرزها هو ما كشفت عنه صباح اليوم صحيفة يسرائيل هيوم، إذ نشرت اقتباس من تصريح وزير الجيش، يسرائيل كاتس، خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن بالكنيست بأن إبرام صفقة الآن هو في صالح إسرائيل.
وبحسب ما نشرته الصحيفة، فقد قال كاتس «إن صفقة المحتجزين الآن في صالح إسرائيل. إذا وافقت حماس على النصف الأول من الصفقة، فهناك احتمال كبير أن يتم تنفيذ النصف الثاني أيضًا».
وأضاف «بالطبع سنصر على ألا تسيطر حماس، ولن نوافق على الانسحاب من محيط محور فيلادلفيا».
وكرر زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، يائير غولان، دعوته اليوم لإنهاء الحرب وإبرام صفقة لإعادة المحتجزين من قطاع غزة.
وقال غولان «حان الوقت لحسم الحرب في غزة عبر اتفاق سياسي وأمني إقليمي».
وأكد «علينا إعادة المحتجزين وبناء بديل لحماس وتحقيق أمن مستدام».
إنهاء الحرب
من جانب آخر، قالت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ناقش الليلة الماضية خلال اجتماع مع الوزراء خطةً لإنهاء الحرب في غزة مقابل إعادة المحتجزين.
وبحسب موقع JDN الإسرائيلي، فقد عارض بعض الوزراء تلك الخطة، بينما أيدها نتنياهو.
وفي صحيفة معاريف، طالب الكاتب والمحلل الإسرائيلي، بن كاسيبت، رئيس الحكومة باتخاذ خطوات لإبرام صفقة مع حركة حماس لإنهاء الحرب «غير الضرورية» على قطاع غزة وإعادة المحتجزين.
وأوضح بن كاسيبت، أنه بخلاف ما يروج له المتحدثين الحكوميين، فإن هناك فعليا صفقة مطروحة على الطاولة لإنهاء الحرب وإعادة المحتجزين.
وأمس، طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، بتحويل ما وصفه بالإنجاز العسكري إلى إنجاز سياسي، عبر إنهاء حرب غزة وإعادة المحتجزين.
وقال لابيد «علينا تحويل هذا الإنجاز العسكري إلى سياسي – المطالبة والتوصل إلى اتفاق يضمن أن إيران لن تصبح قوة نووية أبدًا، وأن تفكك برنامجها الصاروخي.. علينا أن نُعيد المحتجزين، وأن ننهي الحرب في غزة، وأن نخرج إسرائيل إلى مسار جديد».
اتفاق قريب
وأمس، كشف رئيس جمعية العرب الأميركيين من أجل السلام، الدكتور بشارة بحبح، عن مقترحات عدة مطروحة على الطاولة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والذي قد يكون خلال أيام.
وأشار بحبح، خلال لقاء على شاشة الغد إلى أن هناك مقترحات عدة، منها مقترحات شاملة وأخرى جزئية، لكن الهدف الأول حاليًّا هو وقف إطلاق النار، بحيث يتم السماح بدخول المساعدات الإنسانية لجميع السكان في غزة، وإنجاز الأمور الطبية الخاصة بأهالي القطاع، وبالتالي يُسمَح بالخروج من القطاع لمن تقتضي حالاتهم ذلك.
وأعرب بحبح عن تفاؤله، لا سيما بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، وعودة غزة إلى بؤرة التركيز مرة أخرى، ليس بالنسبة للفلسطينيين الذين يركزون دوما على قضيتهم وعلى غزة فقط، ولكن بالنسبة لإسرائيل والإدارة الأميركية أيضًا.
والثلاثاء، طالب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بـ «الوقوف وقفة واحدة بوجه إسرائيل ووقف العدوان على غزة»، قائلا «هدفنا أن نصل إلى وقف الحرب ورفع الظلم عن أشقائنا في غزة».
وأكد الاستمرار بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة للوصول لوقف إطلاق نار في غزة، مشددا على أن «ما يحدث في المنطقة هو توسع للعدوان الغاشم على غزة».