تقارير عبرية: إسرائيل تسعى لاتفاق يشمل غزة

كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، اليوم الخميس، عن محادثات متقدمة تهدف إلى التوصل إلى «صفقة شاملة» تشمل وقف الحرب في غزة، وتحرير الرهائن، وتوسيع اتفاقيات أبراهام مع دول عربية، بمشاركة مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترمب، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، والوزير رون ديرمر.

ونقلت وسائل إعلام عبرية أبرزها يديعوت أحرونوت، عن مصادر أميركية قولها إن هناك «زخمًا كبيرًا» بعد الضربة الأميركية الأخيرة لإيران، مما يخلق فرصة للتقدم في المفاوضات. وأوضحت المصادر أن قطر تلعب دورًا محوريًا، وتنقل رسائل مفادها أن هناك إمكانية للتوصل إلى تفاهمات مع حركة «حماس».

وأشار مسؤولون إسرائيليون مطلعون على المفاوضات إلى أن «إسرائيل لا ترسل وفودًا إلى القاهرة أو الدوحة، لأن نتنياهو يريد إنهاء الصفقة على أعلى مستوى». 

ووصفوا المبادرة بأنها «كل شيء أو لا شيء» وليست صفقة جزئية، بل موسّعة. وأضافوا أن القرار سيتم بالتوافق المباشر بين نتنياهو، ترمب، ويتكوف، وديرمر، فيما بقية الجهات «تدور في فراغ ولا تعرف التفاصيل».

وبحسب المصادر، فإن الصفقة المقترحة تشمل وقف الحرب، وإعادة نحو 50 رهينة، وتوسيع اتفاقيات أبراهام، وهو ما يهم ترمب بالدرجة الأولى، «الذي لا يأتي بنية سلبية بل بدفعة قوية»، حسب تعبيرهم.

وفي السياق، يجري الترتيب لزيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض، وقد صرح بنفسه قائلًا: «حققنا نصرًا كبيرًا ضد إيران، وهذا النصر يفتح فرصة لتوسيع اتفاقيات السلام بشكل دراماتيكي. نحن نعمل على ذلك بجدية».

وأضاف: «إلى جانب تحرير رهائننا وهزيمة حماس، هناك نافذة فرص لا يجوز تفويتها، ولا ينبغي إضاعة يوم واحد».

وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع طلب نتنياهو تأجيل شهادته في المحكمة الأسبوعين المقبلين، حيث قال محاميه، عميد حداد، إن «رئيس الوزراء بحاجة لتكريس وقته الكامل لما وصفه بمهام عليا في إدارة الحرب في غزة وانعكاساتها الإقليمية»، ضمن ما أسماه «عملية التنسيق الإقليمي».

وفي تعليقه على إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة تتضمن توسيع اتفاقيات أبراهام، قال وزير المالية ورئيس حزب «الصهيونية الدينية»، بتسلئيل سموتريتش، إن «توسيع اتفاقيات أبراهام هو أمر رائع، وتحالفات سلام من موقع قوة تحمل إمكانيات أمنية وتنموية للمنطقة بأكملها».

لكنه حذّر بشدة من أن تكون هذه الاتفاقيات غطاءً لما وصفه بـ«تهديد وجودي»، يتمثل في تقسيم البلاد وتسليم أراضٍ لـ«العدو»، وإقامة «دولة إرهاب فلسطينية أكبر من غزة عشرين مرة، على أرض تسيطر طبوغرافيًا على غالبية مساحة دولة إسرائيل».

وأضاف موجهًا حديثه لرئيس الوزراء: «بعد السابع من أكتوبر، لا يوجد كثير من العقلاء في إسرائيل ممن سيوافقون على ذلك. حقنا في الأرض ليس للبيع. يجب أن يكون واضحًا: ليس لديك تفويض، ولا حتى تلميحًا. إذا كانت هناك دول تريد سلامًا مقابل سلام، فأهلًا وسهلًا. أما إذا كانت تريد دولة فلسطينية، فلينسوا الأمر. لن يحدث».

في المقابل، دعا زعيم المعارضة، يائير لابيد، إلى إنهاء الحرب قائلًا: «يجب التوصل إلى صفقة، إعادة الرهائن، إنهاء الحرب، وتمكين مصر من إدارة غزة. من الخطأ ترك جنودنا داخل غزة ليكونوا أهدافًا لهجمات متكررة. دعمت هذه الحرب، لكنها لم تعد تصب في مصلحتنا. حان وقت اتخاذ قرارات شجاعة».