أقراص مخدرة وسط المساعدات.. الغضب يتصاعد ضد «مصائد الموت» في غزة

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، أن البحث عن الطعام ينبغي ألا يكون بمثابة حكم بالإعدام في غزة، منددا بالنظام الجديد لتوزيع المساعدة الإنسانية في القطاع والذي يؤدي «إلى قتل الناس».

وصرح غوتيريش للصحفيين في نيويورك «يقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا ينبغي على الإطلاق أن يكون البحث عن الطعام بمثابة حكم بالإعدام، وذلك من دون أن يسمي مؤسسة غزة الإنسانية التي تتخلل عملياتها لتوزيع المساعدات مشاهد فوضوية ودامية».

ضحايا المساعدات

وكشفت صحيفة هآرتس في تقرير يستند إلى شهادات جنود وضباط إسرائيليين، أن جيش الاحتلال أطلق النار عن عمد على مدنيين فلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة خلال الشهر الأخير.

وأضافت الصحيفة أن ضباطا أصدروا أوامرَ للجنود بإطلاق النار لتفريق التجمعات الفلسطينية رغم أنها لا تشكل أيَ تهديد أمني. 

كما أشارت الصحيفة إلى أن النيابة العسكرية طالبت شعبة التحقيق في هيئة الأركان بالتحقيق في شبهاتٍ لارتكاب جرائم حرب بالقرب من مراكز توزيع المساعدات.
كما أوضحت هآرتس نقلا عن جندي إسرائيلي أن مراكز تقديم المساعدات أشبهُ بساحة قتال؛ حيث يتم إطلاق النار على طالبي المساعدات كأنهم قوة مهاجِمة.
وأشارت إلى أنه لا تُستخدم وسائل عادية لتفريق طالبي المساعدات في غزة، بل بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة.

اعترافات الاحتلال

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن اعترافات جنود وضباط الاحتلال لصحيفة هآرتس بتعمد إطلاق النار على آلاف الفلسطينيين خلال انتظارهم المساعدات، تكشف جريمةَ إعدام جماعي ممنهج.

وأكد المكتب أن هذه الشهادات إقرارٌ داخلي موثق بارتكاب جرائم حرب بحق سكان القطاع، مشيرا إلى تورط جيش الاحتلال في التواطؤ مع شركات أمنية ومقاولين لتحقيق مكاسب مادية على حساب دماء الأبرياء.

وفي بيان تال، اتهم المكتب الإعلامي مراكز المساعدات الأميركية الإسرائيلية بأنها تحاول نشر الإدمان بين الفلسطينيين عبر وضع أقراص مخدرة وسط المساعدات الإنسانية.

وأعرب المكتب «عن بالغ القلق والاستنكار إزاء العثور على أقراص مُخدّرة من نوع Oxycodone داخل أكياس الطحين التي وصلت إلى المواطنين مما تُسمى مراكز المساعدات الأميركية-الإسرائيلية، المعروفة باسم 'مصائد الموت'. وقد وثّقنا حتى الآن 4 إفادات من مواطنين عثروا على هذه الأقراص داخل أكياس الطحين». 

وحذر البيان من «احتمال أن تكون بعض هذه المواد المخدرة قد طُحنت أو أُذيبت متعمّداً في الطحين ذاته، ما يرفع من حجم الجريمة ويُحولها إلى اعتداء خطير يستهدف الصحة العامة بشكل مباشر».

 

مجازر إسرائيلية

يعاني قطاع غزة من نقص حاد في المواد الغذائية والإمدادات الأساسية الأخرى بعد العدوان الإسرائيلي منذ ما يقرب من عامين ضد حركة حماس في غزة، والتي حولت معظم القطاع إلى ركام وشردت معظم سكانه البالغ عددهم مليوني نسمة.

وأفادت السلطات الصحية في غزة بأن أكثر من 500 شخص استشهدوا في المجمل بالقرب من مراكز الإغاثة التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية أو في المناطق التي من المقرر أن تمر فيها شاحنات الأغذية التابعة للأمم المتحدة منذ أواخر مايو/أيار.

وطالبت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الجمعة، بوقف نشاط مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، معتبرة أنها تتسبب بمجازر متكررة.

وقالت أطباء بلا حدود في بيان إن مؤسسة غزة الإنسانية التي بدأت نشاطها الشهر الماضي بدعم وتمويل من إسرائيل والولايات المتحدة صممت لإهانة الفلسطينيين بإجبارهم على الاختيار بين الجوع أو المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على الحد الأدنى من الاحتياجات وطالبت بوقف نشاطها فورا.

وتستقبل الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود يوميا أشخاصا قُتلوا أو أصيبوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في أحد المواقع التابعة للمؤسسة، وقد لاحظت زيادة كبيرة في عدد الإصابات الناجمة عن طلقات نارية مع استمرار عمليات التوزيع.

وبحسب مراسل الغد، فقد استشهد أكثر من 74 فلسطينيا، منذ فجر الجمعة، بينهم 13 من منتظري المساعدات، جراء الغارات والاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق متفرقة بقطاع غزة.

 

المصدر: وكالات