إسرائيل تهاجم الأمم المتحدة بعد تصريحات غوتيريش بشأن غزة

اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الأمم المتحدة مساء الجمعة بالتماهي مع حماس، ردا على أمينها العام أنطونيو غوتيريش الذي ندد بنظام لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة يقتل الناس.

وقالت الخارجية الإسرائيلية عبر منصة إكس إن «اتهام إسرائيل بإخفاقات الأمم المتحدة وبأفعال حماس هو تكتيك متعمد»، مضيفة أن «مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها إسرائيل وواشنطن وزعت مباشرة أكثر من 46 مليون وجبة طعام على المدنيين الفلسطينيين وليس على حماس».

وكررت الخارجية أن الجيش الإسرائيلي «لا يستهدف المدنيين أبدا».

مؤسسة غزة

وكانت مؤسسة غزة قد بدأت توزيع مساعدات غذائية في غزة في نهاية شهر مايو/ أيار، حيث تشرف على نموذج جديد لتوزيع المساعدات لاقى انتقادات من الأمم المتحدة.

ورفضت المؤسسة في وقت سابق انتقادات الأمم المتحدة لعملياتها في غزة، وقالت لرويترز إنها الكيان الوحيد الذي يعمل اليوم والذي تأسس في الولايات المتحدة.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، أن البحث عن الطعام ينبغي ألا يكون بمثابة حكم بالإعدام في غزة، منددا بالنظام الجديد لتوزيع المساعدة الإنسانية في القطاع والذي يؤدي «إلى قتل الناس».

وصرح غوتيريش للصحفيين في نيويورك «يقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا ينبغي على الإطلاق أن يكون البحث عن الطعام بمثابة حكم بالإعدام، وذلك من دون أن يسمي مؤسسة غزة الإنسانية التي تتخلل عملياتها لتوزيع المساعدات مشاهد فوضوية ودامية».

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقرير يستند إلى شهادات جنود وضباط، أن جيش الاحتلال أطلق النار عن عمد على مدنيين فلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة خلال الشهر الأخير.

وأضافت الصحيفة أن ضباطا أصدروا أوامرَ للجنود بإطلاق النار لتفريق التجمعات الفلسطينية رغم أنها لا تشكل أيَ تهديد أمني.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن اعترافات جنود وضباط الاحتلال لصحيفة هآرتس بتعمد إطلاق النار على آلاف الفلسطينيين خلال انتظارهم المساعدات، تكشف جريمةَ إعدام جماعي ممنهج.

وأكد المكتب أن هذه الشهادات إقرارٌ داخلي موثق بارتكاب جرائم حرب بحق سكان القطاع، مشيرا إلى تورط جيش الاحتلال في التواطؤ مع شركات أمنية ومقاولين لتحقيق مكاسب مادية على حساب دماء الأبرياء.

مجازر إسرائيلية

ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في المواد الغذائية والإمدادات الأساسية الأخرى بعد العدوان الإسرائيلي منذ ما يقرب من عامين، والذي حول معظم القطاع إلى ركام وشرد معظم سكانه البالغ عددهم مليوني نسمة.

وأفادت السلطات الصحية في غزة بأن أكثر من 500 شخص استشهدوا في المجمل بالقرب من مراكز الإغاثة التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية أو في المناطق التي من المقرر أن تمر فيها شاحنات الأغذية التابعة للأمم المتحدة منذ أواخر مايو/ أيار المنصرم.

وطالبت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الجمعة، بوقف نشاط مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، معتبرة أنها تتسبب بمجازر متكررة.

وقالت أطباء بلا حدود في بيان إن مؤسسة غزة الإنسانية التي بدأت نشاطها الشهر الماضي بدعم وتمويل من إسرائيل والولايات المتحدة صممت لإهانة الفلسطينيين بإجبارهم على الاختيار بين الجوع أو المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على الحد الأدنى من الاحتياجات وطالبت بوقف نشاطها فورا.

وتستقبل الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود يوميا أشخاصا استشهدوا أو أصيبوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في أحد المواقع التابعة للمؤسسة، وقد لاحظت زيادة كبيرة في عدد الإصابات الناجمة عن طلقات نارية مع استمرار عمليات التوزيع.

وبحسب مراسل الغد، فقد استشهد 99 فلسطينيا، منذ فجر الجمعة، بينهم 14 على الأقل من منتظري المساعدات، جراء الغارات والاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.