قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الجمعة، إن اتفاقًا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بات قريبًا.
وخلال كلمة له في البيت الأبيض، أشار ترمب إلى احتمالية التوصل إلى الاتفاق خلال الاسبوع المقبل.
بعد تصريحات الرئيس ترمب.. هل تقترب غزة من نهاية الحرب؟ وهل يتجه نتنياهو لإيقاف الحرب على غزة؟
مؤشرات ترصد متغيرات
تقول مراسلة الغد، إيمان جبور، إن تصريحات الرئيس ترمب رفعت سقف التوقعات وأيضا سقف التفاؤل، ولكن لم نر حتى الآن ردود فعل داخل إسرائيل، ربما لاننا نتحدث عن يوم السبت وهو يوم راحه رسمي، ولكن بالفعل هناك مؤشرات ترصد ليس فقط تغييرا في اللهجة الإسرائيلية، بل ربما تغيرا في المصالح الإسرائيلية، وربما تغيرا بمصالح نتنياهو أيضا الشخصية والسياسية.
وأضافت المراسلة أن نتنياهو عقد خلال اليومين الأخيرين عددا من جلسات المشاورات الأمنية بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبالأمس أيضا كانت هناك جلسة، وغدا الأحد ستكون هناك جلسة موسعة يتم تناول فيها قضية غزة بشكل عام، والحرب على غزة، وأيضا قضية صفقة التبادل بين المحتجزين والأسرى الفلسطينيين.
صفقة شاملة مع علاقات سلام
وتابعت مراسلة الغد: «وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، سيتوجه إلى واشنطن يوم الإثنين لتنسيق زيارة لنتنياهو للبيت الأبيض، ومن المتوقع أن تكون الزيارة في الأسبوع الأول أو الثاني من شهر يوليو/ تموز المقبل، ووزير الشؤون الاستراتيجية يريد أن يجند الولايات المتحدة لتيسير عمليات السلام والاتفاقيات والتطبيع مع عدد من الدول العربية».
وأوضحت أن المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، يعمل على ربط كل هذه الأمور معا، بمعنى إنهاء الحرب في قطاع غزة من خلال صفقة شاملة تعيد كافة المحتجزين، مع علاقات سلام مع دول عربية، واذا ما تمكن من ربط كل هذه الأمور سويا سيبدأ بالضغط على الحكومة الإسرائيلية، وأيضا على أطراف عربية أخرى من أجل تجنيد كل الأطراف للتوجه لهذا الاتجاه.
وقالت مراسلتنا: « الحديث عن صفقة شاملة: وقف الحرب، وإعاده المحتجزين الإسرائيليين، هذا ما يحدث خلف الكواليس، ولكن يقول بعض المحللين إن نتنياهو لم يحسم أمره بعد، هو يريد أن يرى كيف ستتطور الأمور سياسيا، وهل شركاؤه الائتلافيون بن غفير وسموتريتش سيقبلون؟!».
الاتفاق على عناوين الحل الشامل
بينما يرى الباحث السياسي، فوزي السمهوري، أنها ليست المرة الأولى التي يتحدث بها الرئيس الأميركي عن أننا سنشهد خلال فترة قريبة أو خلال أيام اتفاق لوقف إطلاق النار، ولكن الجديد في هذه المرة هو ما نقلته صحف إسرائيلية وأميركية أنه تم الاتفاق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على عناوين الحل الشامل لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وقال السمهوري: «الآن عندما يتحدث عن ذلك الرئيس ترمب بعد ما حدث من فرض وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بمكالمة هاتفية، فإننا نترقب ما سيحدث في غزة، خاصة إذا كانت لديه الإرادة لإيقاف هذا العدوان، ولكن كان واضح جدا أن الولايات المتحدة الأميركية هي صاحبة المصلحة الرئيسية في استمرار هذا العدوان على قطاع غزة من أجل اخضاع المنطقة العربية والاسلامية لنفوذها».
وأضاف: «هناك جانب آخر، وهو من أجل السماح لإسرائيل بتوسيع حدودها كما قال ترمب خلال حملته الانتخابية أن مساحة اسرائيل «ضيقة».. وهذه هي الأهداف التي يسعى إليها ترمب، إضافة إلى التهجير القسري للشعب الفلسطيني».
من سيحكم غزة؟
وتابع الباحث السياسي قائلا: «إسرائيل اليوم تسيطر بشكل كامل على غزة.. 80% تقريبا من أراضي القطاع، وإذا ما افترضنا جدلا أنه تم التوصل لهذا الاتفاق الأسبوع المقبل، وبتواجد الإسرائيليون على الأرض في قطاع غزة، فإن هذا يعني السيناريوهات المطروحة لما بعد الحرب!! فهل ستقبل إسرائيل بإدارة دولية أو إدارة عربية للقطاع، أم فرض واقع احتلالي جديد؟».
وقال: «الاتفاق الذي يتحدث عنه ترمب خلال أيام ـ لا أعتقد أن هذا الاتفاق بشكل نهائي، لأنه بحاجة إلى اتصالات مع كافة الأطراف الفلسطينية والعربية».
تطبيق قرار محكمة العدل الدولية
وأضاف السمهوري: «اللافت أن الرئيس ترمب يتحدث عن إنقاذ رئيس وزراء فاسد «نتنياهو»، ويتهم دول عربية عديدة بأن هناك فساد مستشري!! وهو يدعم رئيس وزراء أمام المحكمة بتهم الفساد، لذلك أعود وأقول إننا لا نريد الهدنة مع أهميتها، ولكن نريد فقط تطبيق قرار محكمة العدل الدولية التي تطالب هذا الكيان بوقف جميع الإجراءات والجرائم التي تصنف جرائم إبادة وتطهير عرقي، نريد الآن منع التهجير، لان التهجير واضح في المخطط النهائي».