أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، اليوم السبت، أن بلاده مستعدة، وأوروبا كذلك، للمساهمة في ضمان توزيع الغذاء بشكل آمن في قطاع غزة الذي يعاني أزمة إنسانية.
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي في مقابلة مع قناة تلفزيونية أن هذه المبادرة تهدف إلى معالجة القضية التي تقلق السلطات الإسرائيلية، وهي نهب المساعدات الإنسانية من قبل جماعات مسلحة.
ضحايا المساعدات
ولم يحدد الوزير الفرنسي ماهية هذه المساعدة الفرنسية والأوروبية المقترحة في توزيع المساعدات في غزة، لكنه عبّر عن غضبه بالإشارة إلى «الخمسمئة شخص (...) الذين استشهدوا أثناء توزيع المساعدات الغذائية في غزة خلال الأسابيع الأخيرة».
وجاء تصريح وزير الخارجية الفرنسي في ظل تزايد الانتقادات لإسرائيل مع ارتقاء شهداء فلسطينيين أثناء انتظارهم تلقي مساعدات من مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة ذات مصادر تمويل غامضة مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة.
وفرضت إسرائيل مطلع مارس/ آذار حصارا مطبقا على قطاع غزة منعت بوجبه دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى شح كبير في المواد الغذائية والأدوية وغيرها من السلع الأساسية.
وخفّفت إسرائيل بشكل محدود حصارها في أواخر مايو/ أيار حين بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عمليات توزيع المساعدات.
والمؤسسة مدعومة من متعاقدين مسلّحين مولجين حفظ الأمن في مراكز التوزيع التابعة لها.
550 شهيدا
وبحسب وزارة الصحة في غزة فقد استشهد نحو 550 شخصا وجرح أكثر من 4000 آخرين خلال تجمعات ضخمة لأشخاص يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملياتها.
والجمعة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن البحث عن الطعام ينبغي ألا يكون بمثابة حكم بالإعدام في غزة، منددا بالنظام الجديد لتوزيع المساعدة الإنسانية في القطاع والذي يؤدي إلى قتل الناس.
في السياق ذاته، أفادت مصادر طبية فلسطينية، اليوم السبت، بارتفاع حصيلة ضحايا سوء التغذية من الأطفال في قطاع غزة إلى 66.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن المصادر، قولها إن «عدد الشهداء من الأطفال نتيجة الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة ارتفع إلى 66 مع استمرار الحصار، وإغلاق المعابر، وشح الغذاء».
وأضافت المصادر «تعمل 17 مستشفى جزئيا من أصل 36 في القطاع، ولا يوجد مستشفى في شمال غزة أو في رفح جنوبا».
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت صباح اليوم أن نحو 112 طفلا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج، من سوء التغذية، منذ بداية العام الجاري، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.