تصاعد عنف المستوطنين ضد الجيش.. ومخاوف من خروج الأمر عن السيطرة

من جديد يعود ملف «الإرهاب اليهودي» ليؤرق السياسة الإسرائيليين مع تنامي هجمات المستوطنين ضد قوات الجيش.

السبت الماضي، أعلن جيش الاحتلال اعتقال 6 مستوطنين بعد أن اعتدوا على عدد من الجنود وأصابوهم.

وجاء في بيان الجيش: «خلال الليل، رصدت قوات الجيش عددًا من المواطنين المستوطنين الذين تحركوا بمركباتهم نحو منطقة تخضع لأمر إغلاق عسكري، قرب قرية مالك... هرعت القوات إلى المكان بهدف تفريق التجمع».

وأشار إلى أنه عند وصول القوات، قام عشرات المستوطنين برشقهم بالحجارة وهاجموا الجنود بعنف جسدي ولفظي، بما في ذلك قائد الكتيبة، وألحقوا الضرر بمركبات قوات الأمن، وحاول بعضهم دهسهم.

وقال المراسل العسكري لإذاعة الجيش «غالي تساهل»، دورون كادوش، إن المستوطنين «هاجموا الجنود بعنف وخنقوهم وضربوهم حتى أصيبوا بجروح»، مشيرا إلى إصابة عدد من جنود الاحتلال بجروح طفيفة نتيجة عنف المستوطنين، وتم علاجهم ميدانيا، مؤكدا أن الأمر كان صادما.

مهاجمة معسكر

وأمس تكرر المشهد بصورة أوسع، فبعد أن كان تعدي على مجموعة من الجنود بسبب إخلاء تجمع استيطاني، حاول المستوطنون اقتحام معسكر للجيش.

ونفلت صحيفة هآرتس عن مصدر عسكري قوله إن عشرات المستوطنين حاولوا اقتحام معسكر للشرطة العسكرية تابع للجيش في وسط الضفة الغربية، وقاموا بإلقاء الحجارة على المعسكر وقوات الجيش، وذلك احتجاجا على إطلاق النار على مستوطن نهاية الأسبوع المنصرم.

وقامت قوات من الشرطة بفض تجمع المستوطنين قرب معسكر الجيش باستخدام وسائل التفريق والقنابل الصوتية.

وأكدت صحيفة يسرائيل هيوم وقوع مواجهات عنيفة بين قوات الجيش والمستوطنين في المنطقة الواقعة وسط الضفة الغربية.

` Image removed.

صورة لآثار الأضرار التي تسبب بها الحريق الذي أشعله المستوطنون في منشأة أمنية بالضفة - صورة من يديعوت أحرونوت

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن المستوطنين قاموا بإضرام النار في منشأة أمنية وهاجموا الجنود بينما رافعوا لافتة كتب عليها: «قائد الكتيبة خائن».

خارج السيطرة

ورأت يديعون أن تصاعد عنف المستوطنين في الصفة الغربية يخرج عن السيطرة، دون ردة فعل رسمية مع تكرر الحوادث.

فيما حاول وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، إدانة التعدي على قوات الأمن، قائلا: «العنف ضد جنود الجيش وضباط الشرطة وتخريب الممتلكات، كلها أمور مرفوضة وتتجاوز الخطوط الحمراء! أدعو شرطة إسرائيل إلى التحقيق في الأحداث بحزم وتقديم المسؤولين للعدالة»، لكنه شدد في نفس الوقت على ضرورة مواصلة الاستيطان.

وزعم أن «الاستيطان في الضفة الغربية لا علاقة له بالأحداث من النوع».

وأقر قادة المجالس المحلية للمستوطنات بالضفة الغربية بالتدهور السريع، ويجرون محادثات مع مسؤولي الأمن والحاخامات لتهدئة الأوضاع، بحسب يديعوت.

ولفتت الصحيفة إلى أن معظم المستوطنون الذين هاجموا المعسكر الجمعة الماضية ليسوا من سكان المنطقة.

وأكدت أنه رغم اعتقال عدد من المستوطنين للتحقيق في حرق المنشأة الأمنية، إلا أنها شددت على أن «الاختبار الحقيقي في عدد الاعتقالات، بل في لوائح الاتهام الموجه للمتهمين»، مشيرة إلى أنه في معظم هذه التحقيقات، يلتزم المعتقلون الصمت، وتكون الأدلة القانونية شحيحة، ولا توجد قدرة كافية على تقديم لوائح اتهام قوية.

وأوضحت مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الوضع «متوتر وسيئ للغاية في الوقت الحالي».

غطاء سياسي

ويحظى المستوطنون بدعم من عدة وزراء من تيار اليمين المتطرف، على رأسهم سموتريتش، ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، الذين يعارضون اتخاذ أي إجراءات ضد المستوطنين.

والعام الماضي، أصدر وزير الجيش، يسرائيل كاتس، أوامر لجهاز الأمن العام (الشاباك) والقيادة المركزية بالجيش بوقف استخدام أوامر الاعتقال الإدارية ضد نشطاء اليمين المتطرف (المستوطنين).

وخلال الأشهر القليلة الماضية، سعى مسؤولون أمنيون إلى توقيع أوامر اعتقال، لكن الأمر حُظر، بحسب يديعوت.

وقبل بضعة أسابيع، عيّن كاتس مدير مشروع للتعامل مع جماعة «شبيبة التلال» الاستيطانية المتطرفة.

وصباح اليوم، أصدر العديد من السياسيين بيانات تدين ما وصفوه بـ«أعمال الشغب» التي وقعت أمس بوسط الضفة الغربية، بينهم وزير الخارجية غدعون ساعر، ووزير الطاقة إيلي كوهين، ووزير الشتات عميحاي شيكلي.

كما أدان وزير الجيش هذه الظاهرة. ومع ذلك، كان من أوائل قراراته في منصبة إعلانه أنه لن يوقع بعد الآن أوامر اعتقال إدارية من جهاز الأمن العام (الشاباك) ضد نشطاء المستوطنين في الضفة الغربية، أو ضد اليهود عمومًا.