استقر الدولار الأميركي قرب أدنى مستوياته منذ فبراير/ شباط 2022 مقابل عملات رئيسية أخرى، اليوم الأربعاء، في وقت يقيم فيه المتعاملون تلميحات من رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، جيروم باول، بشأن تيسير السياسة النقدية إلى جانب التأثير المحتمل لمشروع قانون الإنفاق الذي اقترحه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب.
واستقر الدولار الأميركي قرب أدنى مستوى له منذ سبتمبر/ أيلول 2021 مقابل اليورو، واقترب أيضا من أدنى مستوى له منذ يناير/ كانون الثاني 2015 مقابل الفرنك السويسري.
وأكد باول، أمس الثلاثاء، خلال المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأوروبي في البرتغال، أن مجلس الاحتياطي الاتحادي يتبنى نهجا صبورًا تجاه المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة. لكنه لم يستبعد خفضها في اجتماع هذا الشهر، مؤكدا أن كل شيء يعتمد على ما يرد من بيانات.
وتزيد هذه التعليقات من أهمية تقرير الوظائف غير الزراعية الشهري المقرر صدوره غدا الخميس.
وأدت بيانات مسح فرص العمل ودوران العمالة الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل، والتي أشارت إلى متانة سوق العمل في الولايات المتحدة، إلى ارتفاع الدولار عن أدنى مستوياته أمس الثلاثاء.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل ستة عملات رئيسية، قليلا إلى 96.744 نقطة، لكنه لم يبتعد كثيرا عن أدنى مستوى سجله خلال الليل عند 96.373.
وتراقب الأسواق عن كثب مشروع قانون ترامب الضخم للضرائب والإنفاق، والذي ربما يزيد ديون البلاد بمقدار 3.3 تريليون دولار. وسيعود مشروع القانون، الذي أقره مجلس الشيوخ الأميركي، إلى مجلس النواب للموافقة النهائية عليه.
الإنفاق الحكومي
وقال الخبير في بنك أستراليا الوطني، رودريجو كاتريل، إن التأكيد على أن هذا التشريع يتضمن زيادة في الإصدارات (أدوات الدين) وفي الإنفاق الحكومي بما يفوق الموارد المتاحة، لا يُعد بالضرورة أخبارا إيجابية لسوق سندات الخزانة، معتبرا أنها أحد الأسباب وراء انخفاض الدولار.
وأثرت انتقادات ترمب المستمرة لباول على أداء العملة الأميركية، مما وضع استقلال البنك المركزي في دائرة الضوء.
وأرسل ترمب يوم الإثنين قائمة بأسعار الفائدة الرئيسية للبنوك المركزية العالمية إلى باول مصحوبة بتعليق مكتوب بخط اليد يقول فيه إن سعر الفائدة في الولايات المتحدة يجب أن يتراوح من 0.5 بالمئة كما هو الحال في اليابان إلى 1.75 بالمئة مثل الدنمارك، وأخبره أنه «متأخر جدا.. كالمعتاد».
واستقر الدولار الأميركي عند 0.7917 فرنك سويسري بعد انخفاضه إلى 0.7873 فرنك في الجلسة السابقة.
وانخفض اليورو قليلا إلى 1.1791 دولار، لكنه ظل قريبا من ذروته خلال الليل عند 1.1829 دولار.
واستقر الجنيه الاسترليني عند 1.3739 دولار، وهو مستوى أقل بقليل من أعلى مستوى سجله أمس الثلاثاء عند 1.3787 دولار، وهو المستوى الذي لامسه آخر مرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وحقق الدولار مكاسب طفيفة مقابل العملة اليابانية وزاد 0.2 بالمئة ليصل إلى 143.68 ين، بعد انخفاضه 0.4 بالمئة في الجلسة السابقة.
وقال مايكل براون، الخبير في بيبرستون، في مذكرة للعملاء، إن التوقع الأساسي لا يزال بالنسبة لي هو تراجع الدولار الأميركي بوتيرة بطيئة لكن ثابتة مع مرور الوقت، وذلك في ظل تراجع الثقة تدريجيا في فكرة استقلال السياسة النقدية.