في خسارة تُضاف إلى قائمة الخسائر الكبرى التي يُمنى بها الجسم الطبي في قطاع غزّة المحاصر والمستهدف منذ نحو 21 شهراً، استشهد مدير المستشفى الإندونيسي الطبيب مروان السلطان في قصف إسرائيلي على مدينة غزة شمالي القطاع، اليوم الأربعاء. وقد نعت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع السلطان، ووصفته بأنّه "شهيد الواجب الإنساني والطبي"، مشيرةً إلى أنّه "ارتقى إلى العلا شهيداً" مع عدد من أفراد أسرته، إثر استهداف الاحتلال منزله.
والطبيب مروان السلطان الذي كان يُدير المستشفى الإندونيسي الذي تشغّله وزارة الصحة الفلسطينية ويتّخذ من مدينة بيت لاهيا في محافظة شمال غزة مقرّاً له استشاريّ في أمراض الباطنة وأمراض القلب والقسطرة التداخلية، وقد نزح إلى غربي مدينة غزة في محافظة غزة منذ استئناف الاحتلال حربه على القطاع في 18 مارس/ آذار الماضي، بعد هدنة هشّة لم تدم شهرَين، علماً أنّ خروقات عديدة تخلّلتها منذ دخولها حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقد اضطرّ مروان السلطان إلى النزوح من مدينة جباليا في محافظة شمال غزة مع عائلته وعدد كبير من العائلات الفلسطينية الأخرى، بعد إصدار قوات الاحتلال أوامر إخلاء للمنطقة حيث سكنه وبعد توقُّف المستشفى الإندونيسي عن العمل في مارس الماضي.
وأكدت مصادر عائلية لـ"العربي الجديد" أنّ مروان السلطان استشهد مع زوجته وعدد من أبنائه في غارة إسرائيلية اليوم، فيما نعاه فلسطينيون كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي بوصفه أحد أعمدة القطاع الصحي، ومن بين الذين صمدوا في شمال قطاع غزة، الذي يضمّ محافظة غزة ومحافظة شمال غزة، على الرغم من استهداف المنظومة الصحية.
وبحسب المتداول، حاول مروان السلطان إعادة تشغيل المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، مرّتَين، قبل إخلاء المنطقة كلياً منذ نحو ثلاثة أشهر. وقد شكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان نعيها اليوم، السلطان الذي "رحل بعد مسيرة عطاء طويلة قضاها في ميادين الطب والرحمة، وكان خلالها رمزاً للتفاني والصمود والإخلاص، في أصعب الظروف وأشدّ اللحظات التي عاشها شعبنا تحت العدوان المتواصل". وشدّدت وزارة الصحة، في بيان نعيها نفسه، على أنّ "كلّ جريمة بحق الطواقم الطبية والإنسانية تؤكّد المنهجية الدموية (لدى الاحتلال) والإصرار المسبق على استهدافهم المباشر والمتعمّد"، واستنكرت "الجريمة البشعة بحق كوادرنا الطبية".
تجدر الإشارة إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي، وفي إطار تدميره الممنهج للمنظومة الصحية في قطاع غزة، يتعمّد استهداف الاطباء والعاملين الصحيين والإغاثيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد عدد كبير منهم إمّا تحت القصف وإمّا في المعتقلات الإسرائيلية، فيما جُرح آخرون أو خُطفوا أو اعتُقلوا على أيدي قوات الاحتلال.