حين يواكب الإنجازُ الإعلام

 القصطلاني إبراهيم

 

لسنا بحاجة الآن إلى جهد كبير حتى يري المواطن مستوى الإنجاز في البلد، و رغم السؤال الإستفزازي الذي أعتاده البعض قائلا: أريد إنجازا واحدا لهذا النظام"! ، و  الذي لا يريد صاحبه إلا القفز للأمام متجاوزا الواقع و المنطق، فإن المنجز اليوم يتكلم عن نفسه متجاوزا المؤثرات الإعلامية التي لم تواكبه بالقدر المطلوب.

مدينة انواكشوط تتزين بالشوارع المعبدة و الأشجار، و الجسور و البنى التحتية المختلفة دون ضجبج إعلامي، فقط لأن من ينجز أراد للإنجاز أن يتكلم حتى لو واجهه الإنتقاد الغير موضوعي، و فعلا تحقق له ما اختار.

يوميا أسلك جسر مدريد و أتذكر الحال قبل الجسر، لأجدني أمام مشهد حضاري جدبد كان انواكشوط يفتقده في أهم نقطة تلاقي طرق على مستوى الوطن.

و يوميا أجد من يتحدث أمامي عن الإنجاز بعفوية لا تشوبها رواسب التخندق السياسي، مرددا بكلماته الحسانية التلقائية التي لا تنتظر أي تكلف من صاحبها " هذا بعد زين"

لقد عبر هذا النظام ممثلا في فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد محمد احمد ولد الشيخ الغزواني، عبر عن سلوك وطني متميز و راقي في التعامل مع كل قضايا الوطن الداخلية و الخارجية.

سلوك أختار فخامة رئيس الجمهورية عنوانه البارز في كلمة واحدة جعلها إسما للحزب الذي يمثله، ألا و هي "الإنصاف"

إنصاف المواطن من خلال إنشاء مندوبية تآزر التي توجه جميع برامجها للرفع من مستوى دخل و معيشة المواطن، و بلغت من المباشرة لذلك أن تعتمد التوزيع النقدي الفصلي لعشرات آلاف الأسر، بالإضافة إلى التأمين الصحي، و البنى التحتية في الأرياف و المدن.

و قد أطلعنا فخامة رئيس،الجمهورية في أكثر من مناسبة على أرقام كبيرة لإنجازات هذه المندوبية التي اختارها كواجهة له لإعانة الفقراء و دمجهم و تشغيلهم.

و لا شك أن عشرات آلاف الأسر الذين استفادوا من هذه المندوبية، هم إنجاز متكلم سيظل يحيب على ذلك السؤال المستفز اللاواقعي قائلا "أنا استفدت و أستفيد حاليا من برامج تآزر "،و تجيب عليه قروض مستقبلي،و البرامج التنموية المستمرة لهذه المندوبية الحيوية المباشرة لمعاناة الموطن.

إن المنجز الذي يتحدث عن نفسه كثير جدا، فقد أصبح التأمين الصحي للمواطن ظاهرة منتشرة بعد أن كان التأمين خاص بأصحاب الوظيفة  العمومية و لا يطمع به غيرهم، أحرى أن يطلبوه أو يجدوه.

و أخيرا بالأمس القريب يخرج لنا مجلس الوزراء بلفتة للمدرس من خلال توفير السكن له،  و بترسيم  2700 متعاون أغلبهم من أهل الإعلام ذلك الإعلام الذي لم يواكب المنجز، لكن المنجز الذي يتسم صاحبه بالإنصاف و المصداقية واكب الإعلام بل تجاوزه، و تحدث عن نفسه في عمق الإعلام و داره.

فهل سيواكب الإعلام إنجاز هذا النظام الذي ينجز بصمت رغم الصخب والضوضاء التي تحاول تقزيم كل منجزاته، أم سيظل كما هو لا يؤدي دوره بالقدر المطلوب، ذلك الدور الذي يمثل جانبا محوريا في استدامة التنمية و تفعيلها.