شهد المسجد الأقصى صباح اليوم الإثنين تصعيداً غير مسبوق، مع محاولة عدد من المستوطنين إدخال كيس يحتوي على لحم «قربان مذبوح» إلى باحات المسجد، مرتدين ما يُعرف بـ«زي الكهنة»، وذلك في محاولة لإلقائه قرب قبة السلسلة شرق قبة الصخرة، قبل أن يتصدى لهم المصلون وحراس المسجد، ويجبروا شرطة الاحتلال على إخراجهم.
وتزامنت الحادثة مع اقتحام غير مسبوق لباحات الأقصى، إذ أفاد مراسل قناة «الغد» بأن 985 مستوطناً اقتحموا المسجد منذ ساعات الصباح، وهو العدد الأكبر على الإطلاق خلال ما يسمى «عيد الأسابيع اليهودي» مقارنة بالسنوات الأربع الماضية.
واستهدفت المجموعة المتطرفة صحن قبة الصخرة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة خطيرة لتغيير الوضع القائم، خاصة بعد فشل المستوطنين سابقاً في ذبح القربان حياً داخل المسجد، ضمن طقوس عيد الفصح اليهودي.
وتتوالى التحذيرات الفلسطينية والدولية من استمرار التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى، خاصة مع تصاعد الدعوات لاقتحامات جماعية وتنفيذ طقوس دينية في الحرم القدسي الشريف، بما يهدد بتفجير الأوضاع في المدينة المقدسة.
وتثير هذه المحاولات المتكررة قلقاً واسعاً في الأوساط الفلسطينية والدولية، لما تحمله من تهديد مباشر للوضع القائم في الحرم القدسي الشريف.
وطبقا لما أوردته وكالة وفا، فإن مئات المستوطنين اقتحموا، اليوم الإثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية، بأن 600 مستعمر اقتحموا "الأقصى" على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية شرطة الاحتلال، وسط تضييقات على المصلين على بوابات المسجد، وحواجز شرطية للاحتلال في محيط البلدة القديمة.
وأضافت أن عشرات المستوطنين أدوا طقوسا تلمودية ورقصات استفزازية، عند أبواب الأسباط وحطة والملك فيصل، فيما يسمى "عيد الأسابيع".
ومنذ عام 2003، يقتحم المستعمرون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي 5 أيام في الأسبوع، وفي السنوات العشر الأخيرة بدأوا بأداء صلوات علنية صامتة أثناء اقتحاماتهم، وصولا إلى أداء طقوس تلمودية، ورفع علم دولة الاحتلال داخله.
وتسعى "منظمات الهيكل" المزعوم إلى فرض حضور تدريجي لأدوات الطقوس التلمودية في "الأقصى"، حيث سمحت خلال السنوات الماضية بإدخال كتب الأذكار، وملابس الصلاة، وغيرها من أدوات. والآن تحاول هذه الجهات إدخال أدوات أكثر رمزية مثل: لفائف التوراة، والشمعدان، والأبواق المعدنية، وحتى المذبح والقربان الحيواني، ما يشكل تصعيدًا واضحًا يستهدف تغيير الطابع الإسلامي للمسجد.