عز الدين بن ڭراي بن أحمد يورَم
مما تمنيت أن يقوم لنا أحدهم ببحث رصينٍ ومُتَأنٍ يُزيل الغموض عن تاريخ موريتانيا في الفترة الفاصلة بين سقوط الدولة المرابطية وظهور العهد الحساني فيفيدَنا ما استطاع بما كانت عليه الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية خلال تلك الحقبة البرزخية الغامضة من تاريخ البلد.
تمنيتُ أن يتناول أحد الباحثين بِجِدِّيَة وتفصيل الظروفَ التي اكتنفت ظهور إمارة أولاد امبارك في أقصى جنوب شرق المنكب البرزخي وكيف احتضنت هذه الإمارة ورعت أهم مظاهر الثقافة الحسانية من شعر وأنغام وألحان وشهامة وفروسية وغيرها مما كان ولا فتئ يشكل وجدان غالبية مجتمع تقوضت أسُسُ بداوته وما زالت ترتفع قواعد حضارته،
تطلعتُ إلى أن يأخذ بعضهم على عاتقه مهمة إعداد بحث منصف حول ظهور وتطور واختفاء لهجتَي “اكلامْ ازناكَه” و”أزَيْرْ” في مكامنهما عبر جهات الوطن، تساءلت من لي بكتاب مفصل عن محظرة شيخ الشيوخ العلامة يحظيه بن عبد الودود (ابَّاهْ علَماً) يتضمن نشأتها ومراحلها وتلامذتها والمحاظر المتفرعة عنها وأدبها ونُكتَها العلمية إلى غير ذلك؟
حدثت نفسي أما حان للجهات المعنية القيامُ بجمع ومعالجة وصون بعض التسجيلات الصوتية النفيسة وختمها بطابع “التراث الوطني المحفوظ” وجعلها في متناول الجمهور، مثل محاضرات ودروس الروضات والسهرات الرمضانية وبرامج الأدب الشعبي لمحمدن بن سيدي إبراهيم وحلقات الأدب الفصيح للشاعر محمد الحافظ بن أحمدو ودروس “التيدنيتْ” لمحمد بن بوب جدو والأشرطة الغنائية لثُنائي النغم الوِجداني : سدوم بن أيْدَّه وديمي بنت آبه؟
من شعر التمني، تذكرتُ في نهاية الخاطرة بيتين جميلَين قالهما الشاعر البديعي ابُّوهْ بن أسْيادْ اليدوكي في التشوق لمرابعِ شيوخِه شيوخِ تلك المحظرة المذكورة آنفا :
ألا مَنْ لِي، وما أمَلِي؟ بِخَوصَا
تُبَلِّغُنِي المبادِئَ فالمُلَوْصَا
دِيارٌ لِلْأُلَى أمَرُوا وأوْصَوا
بِما أمَرَ الإلهُ بهِ وأوْصَى