مكتب نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح الهدنة غير مقبولة

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، أن إسرائيل ترفض التعديلات التي طالبت بها حركة حماس على المقترح القطري المتعلق باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ووصف نتنياهو، في بيان رسمي، التغييرات التي تسعى حماس إلى إدخالها بأنها "غير مقبولة"، مشيراً إلى أن هذه المطالب تبتعد عن الشروط الأساسية التي وضعتها إسرائيل للتوصل إلى أي اتفاق.

ورغم هذا الرفض، أكد مكتب رئيس الوزراء أن فريقاً تفاوضياً إسرائيلياً سيتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد، لمواصلة المحادثات بشأن وقف إطلاق النار، في محاولة جديدة لإيجاد صيغة تفاهم.

الكابينت يبحث تشجيع السكان على الانتقال جنوبا

في سياق متصل ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) ناقش خلال اجتماعه الأخير مقترحات تتعلق بإدارة الوضع الإنساني في قطاع غزة، من بينها تشجيع السكان على الانتقال إلى جنوب القطاع.

كما بحث الكابينيت إمكانية تحويل منطقة رفح إلى "منطقة مساعدات إنسانية" ضمن خطة أوسع للتعامل مع الأوضاع المتدهورة في القطاع.

وبحسب الصحيفة، طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الجيش الإسرائيلي إعداد خطة عمل شاملة بشأن معبر رفح وتقديمها بحلول يوم الخميس المقبل.

وتأتي هذه التطورات وسط جهود دولية مكثفة لإنهاء الحرب المتواصلة في غزة، في وقت تواصل فيه الفصائل الفلسطينية تمسكها بمطالب تشمل انسحاباً كاملاً من القطاع وضمانات بعدم تجدد العدوان.

مفاوضات في الدوحة

وستُجرى المفاوضات المرتقبة في الدوحة عشية لقاء في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيناقشان فيه وقف النار في غزة، وإطلاق أسرى إسرائيليين محتجزين في القطاع.

وينص المقترح الأميركي المقدم إلى حماس على إمكانية تمديد وقف النار لما بعد مدة الـ60 يوماً، ما دام الطرفان يتفاوضان بحسن نية. لكن المصدر قال إن الحركة تريد إسقاط الشرط الأخير، لأنه بمثابة فرصة سيستغلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاستئناف الحرب، كما فعل في مارس (آذار) الماضي، عندما خرق اتفاقا تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني) قبل دخول اتفاق وقف النار مرحلته الثانية.

وقال المصدر إن حماس تريد أن ينص الاقتراح على أن تستمر المحادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار حتى يتم التوصل إلى اتفاق، وهو ما تعارضه إسرائيل خشية أن تماطل الحركة في المحادثات إلى أجل غير مسمى.

أما تعديل حماس الآخر فيتعلق بالمساعدات التي تريد الحركة استئنافها بالكامل من خلال آليات تدعمها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية أخرى، وليس فقط عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

والتعديل الثالث في رد حماس يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية خلال الهدنة، حيث تطالب الحركة بأن يتراجع الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان يسيطر عليها قبل انهيار وقف إطلاق النار السابق في مارس، وذلك وفق ما أكدته مصادر لـصحيفة "يديعوت أحرونوت" والقناة 12 الإسرائيلية.

رفض إسرائيلي

وترفض إسرائيل حتى الآن التنازل عن السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، بما في ذلك ما يُسمى "محور موراغ" في جنوب غزة، حيث من المرجح أن تضغط من أجل الإبقاء على قواتها، على غرار "محور فيلادلفيا" الذي يمتد على طول الحدود بين مصر وغزة.

فيما يضغط الوسطاء من أجل إبقاء الاتفاق كما هو، وإذا نجحوا في ذلك فستتبقى مسائل فنية متعلقة بعدد قليل من القضايا، مثل عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في الاتفاق، والخرائط التي تُحدِّد انسحاب القوات الإسرائيلية، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وتشترط إسرائيل نفي قادة حماس، وسحب السلاح قبل إنهاء الحرب، وهما مسألتان لن توافق عليهما الحركة الفلسطينية بسهولة، ما يجعل استئناف القتال في غزة مسألة محتملة.