أكّد الجناح الدولي الفرنسي عثمان ديمبيلي على أنه يعيش أفضل مواسمه في رحلته مع كرة القدم، بفضل الحرية التي حصل عليها على أرض الملعب من جانب المدير الفني الإسباني لويس إنريكي الذي وصل لتدريب باريس سان جيرمان بعد رحيل ليونيل ميسي في عام 2023، ومنذ ذلك الحين نجح في تغيير العديد من الأمور، وقاد الفريق لتحقيق الثلاثية التاريخية.
يرى العديد من المراقبين أن عثمان ديمبيلي عاد إلى عالم كرة القدم بشكل فعلي منذ انضمامه لباريس سان جيرمان، ففي غضون عامين فقط صار ينافس على لقب أفضل لاعب في العالم 2025.
وقال اللاعب خلال مقابلة تلفزيونية مع القناة الرسمية للنادي الباريسي إن موسم 2025/2024 هو الأفضل على الإطلاق في مسيرته التي ازدهرت في بوروسيا دورتموند وتراجعت بقوة في برشلونة.
وقاد ديمبيلي باريس سان جيرمان إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية على حساب بايرن ميونيخ ليصطدم بالنادي الملكي ريال مدريد يوم التاسع من يوليو الجاري.
وقبل المواجهة المرتقبة أمام الريال بحوالي شهر كان سان جيرمان قد توج تحت قيادة لويس إنريكي بلقب دوري أبطال أوروبا، الأول على الإطلاق في تاريخ فريق العاصمة، والثاني في تاريخ فرنسا بعد التتويج الأول لنادي أولمبيك مارسيليا عام 1993.
ديمبيلي يريد المزيد
أضاف عثمان في الحديث الذي نقلته صحيفة سبورت الكتالونية "هذا ما أردته. انضممت إلى باريس سان جيرمان لأعيش لحظات كهذه. كان هذا العام استثنائياً على الصعيدين الشخصي والجماعي، إنها سنة رائعة، لكننا ما زلنا نرغب في تحقيق المزيد".
ديمبيلي، الذي غاب عن نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية مع فرنسا، لم يتوقع أحد لحاقه بمباريات كأس العالم للأندية هذا الصيف، لكنه تمكن من استعادة لياقته في الوقت المناسب ليكون أحد مفاتيح لعب لويس إنريكي كما كان على مدار النصف الثاني من الموسم الماضي.
ما أسباب تألق عثمان ديمبيلي؟
اعترف ديمبيلي بالأسباب التي ساعدته على التألق، لعل أهمها تغيير مركزه إلى خط الهجوم بدلاً من الجناح في منطقة خط الوسط.
واصل بقوله "كنت أرغب في تقديم موسم جيد بتسجيل الكثير من الأهداف، وأن أكون أكثر حسماً. ثم نقلوني إلى مركز المهاجم الصريح، وهذا ساعدني كثيراً".
استطرد "لا شك ساعدني زملائي بتقديم التمريرات، لكن عقليتي تغيرت أيضاً، خاصة أمام المرمى، إنها ليست نتيجة سيئة. إنها أعلى نتيجة وصلت إليها في دوري أبطال أوروبا، وخاصةً حصولي على لقب أفضل لاعب في العام. كنت سعيداً لأن أفضل اللاعبين يلعبون في دوري أبطال أوروبا، وعندما يقولون لك إنك الأفضل، فهذا أمر استثنائي".
صاحب الهدف الثاني أمام بايرن ميونيخ في ربع نهائي مونديال الأندية، تابع حديثه قائلاً "من الناحية الإحصائية؟ إنه أفضل موسم في مسيرتي الكروية. كنتُ جيداً جداً في جميع المسابقات الثلاث. كانت هناك مواسم أخرى استمتعتُ بها كثيراً، لكن هذا الموسم هو الأكثر متعةً بالنسبة لي، مع دوري أبطال أوروبا والألقاب الأخرى... الفوز بدوري أبطال أوروبا صعب. وخوض موسم كهذا مع الفوز بأهم كأس أمرٌ رائع".
وكان ديمبيلي حاسماً في 46 مرة في 49 مباراة في جميع المسابقات، حيث سجل 33 هدفاً وقدم 13 تمريرة حاسمة، واختير أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا والدوري الفرنسي، خلفاً لمبابي في فرنسا.
ما هو دور لويس إنريكي في مسيرة ديمبيلي؟
من بين الأسماء التي ركز عليها ديمبيلي كان مدربه في باريس سان جيرمان لويس إنريكي، فقد كرر اسمه كثيراً، وأكد على أنه كان مفتاح تعافيه الكروي.
واعترف ديمبيلي "عندما انضممت إلى باريس سان جيرمان، أظهر لويس إنريكي ثقته بي منذ البداية. قدم لي الكثير من النصائح، وخاصةً على أرض الملعب. ومنحني الكثير من الحرية لأنه يقول لي أحيانًا: سأُكلفك بأمرين أو ثلاثة، لكن لديك القدرة على حل بعض الأمور بنفسك".
أضاف "أحب أن أكون في دورٍ أتمتع فيه بالحرية على أرض الملعب. تحدثتُ مع المدرب في بداية الموسم، وطلب مني أن أكون قدوة للاعبين الأصغر سناً، وحتى المخضرمين، ببذل الجهد، سواءً في الدفاع أو الهجوم. وفي الفريق، أكون أنا نفسي. وعندما تكون هناك أمورٌ يجب قولها، أقولها خاصةً في غرفة خلع الملابس".
أتم حديثه "يخبرنا المدرب أننا فريقٌ واحد، وأن علينا اللعب معاً، بأن نهاجم وندافع معاً، وهذا ما فعلناه. الفريق كالعائلة. نقضي وقتاً ممتعاً، ونعيش معاً أكثر مما نعيش مع عائلتنا، ونترابط. نعمل بصفة مستمرة منذ عامين، مما يعزز الثقة، وقد أثمر هذا الموسم الثاني الاستثنائي. نحن نتبادل النصائح، ونبذل الجهد من أجل بعضنا البعض، وهذا يُؤتي ثماره. والفوز بالمباريات يُقوي الروابط".