لامين يامال يضع الأحزاب السياسية الإسبانية في ورطة

بعيداً عن الملاعب، يجد لامين يامال نفسه، في قلب النقاشات السياسية والاجتماعية. إن لم يكن بسبب عيد ميلاده، فسيكون بسبب استخدامه المفرط للغة الكاتالونية في الرد على أسئلة الصحافة أو ببساطة بسبب أصوله. 

حضوره المستمر في المجال العام للبلاد يذكرنا بحضور العديد من أسلافه: "مثل جميع الرياضيين الذين حققوا النجاح، أصبح له الآن تأثير كبير، على غرار رافاييل نادال وكارلوس ألكاراز وأندريس إنييستا والأخوين باو ومارك غاسول"، يشرح ديفيد موسكوسو، الرئيس السابق للجنة علم اجتماع الرياضة، ودكتور في علم الاجتماع بجامعة قرطبة، وعضو سابق في حزب سومار (اليسار الإسباني، في حديثه لصحيفة "ليكيب" الفرنسية.

يامال.. تأثير في بلد المواقف المتطرفة لأعضاء اليمين المتطرف

تأثير هائل بالفعل في سن 18 عاماً، ولكنه يتميز بخصوصية في بلد يعيش على إيقاع المواقف المتطرفة لأعضاء اليمين المتطرف (فوكس).

في أوائل يوليو، في قلب البرلمان الإسباني، رد بسخرية غابرييل روفيان، النائب عن اليسار الجمهوري الكتالوني (ERC)، على روسيو دي مير، نظيرته من اليمين المتطرف وحفيدة أحد حكام فرانكو، بشأن اقتراح حديث قدمته المجموعة: "تقولين إنك ستطردين 8 ملايين مهاجر وأطفالهم. لامين يامال أو نيكو ويليامز أيضاً؟.. لا أعتقد ذلك".

سياق سياسي وطني وعالمي يجعل لاعب برشلونة استثناءً، وفقًا لموسكوسو: "في الوقت الذي تربط فيه إسبانيا وأوروبا، بين قوسين، شرعية إقامة شخص ما بلون بشرته وأصوله وجنسيته، فإن دوره يصبح أكثر أهمية. هذا محور تم تطويره في خطابات الأحزاب اليمينية المتطرفة. ولم يتمكن الرياضيون المذكورون سابقاً من القيام بهذا الدور"

في عام 2023، حُكم على والد لامين يامال، منير نصراوي، بغرامة مالية بعد مشادة مع أنصار حزب فوكس في كشك في مدينته ماتارو، على بعد 30 كيلومتراً شمال شرق برشلونة. ابن مهاجرين، مغربي من جهة والده وغيني (غينيا الاستوائية) من جهة والدته، وأصبح الآن رمزاً لإسبانيا المتنوعة والمفتوحة، يتعين على لامين يامال أن يتحمل دوراً لم يطلبه ولكنه لا يفارقه منذ بداياته. 

في عام 2024، عند فوز المنتخب الإسباني في بطولة أوروبا "يورو 2024"، أعلن زعيم حزب فوكس في الأندلس، مانويل جافيرا، أنه "سعيد بهدف لامين" في مباراة نصف النهائي ضد فرنسا (2-1)، موضحاً مع ذلك أنه "لو لم يسجل هو الهدف، لكان لاعب آخر قد سجله". جاءت هذه التصريحات في وقت انعقاد مؤتمر الهجرة في البلاد.

بين يامال وكارفاخال.. تنوع إيديولوجي في إسبانيا

لامين يامال أصبح هدفاً مفضلاً، بعد تعرضه لإهانات عنصرية من مشجعي ريال مدريد الموسم الماضي في البرنابيو خلال مباراة ضد ريال مدريد (4-0)، يتعين على لاعب برشلونة تحمل الشتائم في مجالات أخرى: "يتم مهاجمة حياته الخاصة ووالده ووالدته، وكذلك حيه.. كل هذا يتجاوز كرة القدم. لقد وضعوه في بؤرة الانتقادات العنصرية والكراهية للأجانب"، يحلل موسكوسو.

على عكس أحد قادة فريقه، داني كارفاخال، الذي ظهر مبتسماً في صورة مع إيزابيل بيريز مونينو، المتحدثة باسم حزب فوكس في الجمعية التشريعية لمدريد في مايو، خلال حفل توزيع الميداليات تكريماً للاعب المدريدي.

رمز بالنسبة لموسكوسو: "يمثل لامين مع كارفاخال مثالًا على التنوع الإيديولوجي الموجود حاليا في إسبانيا. هناك مواجهة كبيرة كما هو الحال في فرنسا والولايات المتحدة وفي معظم أنحاء العالم. إنها لحظة انقسام اجتماعي".

وهي حالة لا تؤثر في الوقت الحالي على التفاهم داخل غرفة ملاعبس المنتخب الإسباني، ولكنها توضح الدور الذي يضطلع به شاب كان مجهولاً قبل عامين.