حافظ الأسد سابقا.. إطلاق اسم زياد الرحباني على أحد شوارع بيروت

أعلنت الحكومة اللبنانية تغيير اسم طريق رئيسي في بيروت من «جادة حافظ الأسد» الى «جادة زياد الرحباني»، في خطوة اعتبرها كثيرون، اليوم الأربعاء، مؤشرًا على نهاية حقبة سياسية، وتأتي بعد الإطاحة بحكم عائلة الأسد في سوريا.

إلا أن البعض، لا سيما في صفوف أنصار الحكم السابق وحزب الله اللبناني اعترضوا على القرار.

على مدى 3 عقود، كان لسوريا خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد ثم نجله بشار الأسد، وجود عسكري ونفوذ واسع في لبنان وتحكَّمت بمفاصل الحياة السياسية فيه، قبل أن تسحب قواتها منه في العام 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، لكن بقيت لها اليد الطولى في الحياة السياسية، وشكَّلت أبرز داعمي حزب الله.

وانهار حكم الأسد في مواجهة فصائل المعارضة التي تولت السلطة منذ نهاية العام 2024.

جادة زياد الرحباني

وأعلن وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، أمس الثلاثاء موافقة الحكومة على «تعديل اسم الجادة الممتدة من طريق المطار باتجاه نفق سليم سلام من جادة حافظ الأسد إلى جادة زياد الرحباني»، نجل الفنانة فيروز، وأحد أبرز المحدّثين في الموسيقى والمسرح في لبنان خلال العقود الماضية، الذي توفي في 26 يوليو/ تموز عن 69 عامًا.

وقال الممثل المسرحي زياد عيتاني لوكالة فرانس برس «كمسرحي، سأكون بالتأكيد منحازًا لاسم أي فنان على زعيم سياسي، فكيف إذا كان اسم الزعيم مرتبطًا بحقبات مظلمة أثمرت مجازر وارتكابات واغتيالات مثل حكم الأسد؟».

وفي منشور على منصة أكس، كتب النائب مارك ضو، الذي انتخب عام 2022 في عداد نواب من خارج الطبقة السياسية التقليدية «زياد الرحباني اسم لجادة المطار الى الأبد».

وتخللت سنوات «الوصاية السورية»، كما يسميها خصوم دمشق آنذاك، عمليات اغتيال طالت سياسيين وصحفيين ومفكرين مناوئين لدمشق، وأزمات سياسية.

«قرار أسعدني»

وتزامن قرار تغيير اسم الجادة مع قرار الحكومة تكليف الجيش وضع خطة لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام، في قرار غير مسبوق يعكس تغير موازين القوى داخليًّا وإقليميًّا.

وسبق للسلطات أن أزالت تمثالًا لحافظ الأسد وآخر لنجله باسل، من منطقة البقاع (شرق) بعيد انسحاب القوات السورية عام 2005.

وقال باسل روماني، الذي يسلك الطريق القريب من مطار بيروت الدولي يوميًّا، لفرانس برس «هذا أكثر قرار أسعدني بين قرارات الحكومة، لأن زياد الرحباني يمثّل لبنان كله»، مضيفا: «أشعر بالراحة لأن هذا دليل على أن الحقبة انتهت ولا رجوع للحكم السوري».

في المقابل، كتب المحلل السياسي القريب من حزب الله، فيصل عبد الساتر، عبر حسابه على موقع أكس «تغيير اسم جادة الرئيس حافظ الأسد إلى أي اسم آخر مرفوض جملة وتفصيلًا لأنه ناتج عن كيدية سياسية».