قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خير النكاح أيسره) وقال أيضا :(أقلهن مهرًا أكثرهن بركة).
ورغم هذا فإنما نعشه في واقعنا اليوم من المغالاة في المهور، وتعسير الزواج، يجلعنا بعيدين بسنوات ضوئية عن اتباع السنة النبوية في تيسير أمور الزواج .
ظهرت عينات من المغالاة في المهور والتفاخر به، حيث تتم إشاعة الإسراف في هذا الباب، عن طريق تصويره ونشره على أوسع نطاق، وأصبح الزواج بهذه البلاد مختلطا بالتجارة والإعلان ، فكثيرا مانسمع أو نشاهد فلانا تزوج فلانة وقدم لها مهرا بعشرات الملايين، وكأن هذا الإسراف المذموم مدعاة للفخر، ونسي الجميع أن الآية الكريمة تقول: " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين".
إن المغالاة في المهور لها مفاسد كثيرة، من أهمها تعسير الزواج، وتسهيل طريق المنكرات، وعضل البنات عن الزواج، بغير حق والتقليل من قيمة "الميثاق الغليظ" الذي أصبح بعيون البعض كالسلعة تباع وتشترى.
يناقض غلاء المهور مقصد الشريعة من تيسير الزواج الذي هو نصف الدين.
ليس غلاء المهور هو وحده العائق دون الزواج، فالعادات الكثيرة من تكاليف مجتمعية لا أصل لها في الشريعة "السلام والخطبة ومروك اسبوع " وغيرها جعلت مجرد التفكير في الزواج أمرا صعبا .
ختاما: الزواج سنة مؤكدة وقد رغبت به الشريعة، وتركته للمكارمة، في ماعدا أصولا تحفظ النسب كالولي والشهود، ويجب على الجميع أن يعلم أن ماتركته الشريعة للمكارمة لايجب أن يكون مجالا للمغالاة والتبذير، ووضع العوائق دون الأصل المرغب فيه وهو الزواج.