التفاهة صناعة سلبية ...
انتشرت بالبلاد في المدة الأخيرة..
صنعة باتت رائجة ولها جمهور كبير، وصانعون ينتشرون كالفطر تحت يافطات وأسماء وعناوين متنوعة ..
غالبية المجتمع من المراهقين تبحث عنهم، وتتبع أخبارهم، ويعجبون بمايقولون ومايفعلون ويرونهم قدوة في كل شيء .
الغريب في الأمر أن هذه الظاهرة، التي باتت لها تأثير سلبي كبير على الأجبال الحالية الشابة، وقد ترك لها الحبل على الغارب من طرف الجميع دون وعي بخطورتها واستفحالها يوما بعد آخر .
لاغرابة طبعا في انتشار تلك الظاهرة المقيتة، إذا علمنا بعض أسباب وجودها :
- غياب دور مؤسسات الضبط الاجتماعي الأساسية في تنشئة الفرد بطريقة صحيحة ( الأسرة والمدرسة)؛
- غياب إعلام هادف وحقيقي، يوجه ويصنع رأيا عاما صحيحا غير معتمد على "الاكليشيهات والمظاهر الخادعة الفارغة)؛
- غياب الفضاءات الثقافية والتوعية والنوادي، التي تنير الشباب وتسلك بهم الوجهة الصحيحة في الحياة؛
- اضمحلال كبير في القيّم الأخلاقية، ليحل اللهث وراء المادة بديلا لها ؛
- النظرة المادية المسيطرة على المجتمع والاهتمام بالأبهة والشكل البراق المخادع، على حساب الجوهر والشخصية السليمة؛
- سهولة وسلبية استخدام الكثيرين لوسائل التواصل الاجتماعي وتأثرهم سلبا بما تَدُسّه من سُم في العسل الذي تنتجه!
- البحث عن الشهرة المزيفة، والمال السهل، من خلال بث الشائعات وخلق معارك وهمية والخوض في القيل والقال؛
- انتشار البطالة بين الشباب، وانقطاع الكثيرين عن المدرسة، ليخلو الوقت للغوص في عوالم الإنترنت دون فائدة؛
إنه من المضحك المبكي، أن يكون أحدهم ـو إحداهن مشهورة، وتقدم نصائح وتجارب وهمية، لايسندها علم ولاتجربة في الحياة، ومع ذلك يتخذها الكثيرون قدوة، وتجني أموالا طائلة من خلال تلك الشهرة المزيفة، يساعده على ذلك عالم "ترند واللايكات" دون حسيب أو رقيب، بل ويساهم في صنع مزيد من ضحايا التفاهة .
ختاما : يجب على الدولة أن تحارب مثل هذه الظاهرة السلبية، وتشجع الشباب على العمل والإنتاج بـ"ما ينفع الناس ويمكث في الأرض" وتعلم أن الشباب يحتاج قدوة صالحة، وظروفا مشجعة، لن يساعده عالم التفاهة الحالي على توفيرها أبدا .
كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"