أوكرانيا تعلن استعادة 1000 جثة إضافية من روسيا

أعلنت أوكرانيا، اليوم الخميس، استعادة 1000 جثة إضافية من روسيا تعود إلى جنود أوكرانيين قُتلوا خلال المعارك، وذلك بعد عمليات تبادل عدّة مماثلة في الأشهر الأخيرة.

وقال المركز الحكومي الأوكراني لأسرى الحرب إن «ألف جثة، تعود بحسب الجانب الروسي إلى عسكريين أوكرانيين، تمّت إعادتها إلى أوكرانيا».

وتُبدي السلطات الأوكرانية تحفّظًا دائمًا بشأن هوية الجثث المستعادة، في انتظار التأكد من هويتها عبر الفحوص الرسمية.

من جهة أخرى، أفاد المدوّن العسكري ألكسندر كوتس على منصّة «تلغرام» أن روسيا تسلّمت 24 جثة لجنودها القتلى أعادتها أوكرانيا.

وتُعدّ عمليات تبادل جثث الجنود وأسرى الحرب التقدّم الملموس الوحيد الذي تم تحقيقه من المفاوضات بين موسكو وكييف، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف سنة على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

ومع هذا التبادل الأخير، تجاوز عدد جثث الأوكرانيين التي أعادتها روسيا منذ مطلع العام 12 ألف جثة، في حين لم يتعدَّ عدد الجثث التي سلّمتها أوكرانيا لروسيا بضع مئات خلال الفترة نفسها.

أمّا مفاوضات وقف إطلاق النار أو التوصّل إلى اتفاق سلام، فلا تزال متعثّرة، في ظل الهوة الواسعة بين موقفي موسكو وكييف.

تكثيف الهجمات

بينما تواصل روسيا تكثيف هجماتها على جنوب شرق أوكرانيا، مخلفةً قتيلاً و13 جريحاً بينهم طفلان في ضربات صاروخية واسعة فجر الثلاثاء على زابوريجيا، تتجه الأنظار إلى تحركات دبلوماسية يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن ترمب سيعقد على الأرجح اجتماعاً الأسبوع المقبل في نيويورك مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في إطار مساعٍ للتوسط في اتفاق سلام يشمل أيضاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ورغم أن القمة الأخيرة بين ترمب وبوتين في ألاسكا الشهر الماضي لم تثمر عن وقف لإطلاق النار، يؤكد روبيو أن الرئيس الأميركي «يمتلك قدرة فريدة» للتحدث مع جميع الأطراف، مشيراً إلى أن واشنطن لم تستبعد بعد خيار فرض عقوبات على موسكو إذا واصلت التصعيد العسكري.

وقال روبيو أمام صحفيين في إسرائيل إن ترمب أجرى «العديد من المكالمات الهاتفية مع بوتين ولقاءات عدة مع زيلينسكي الذي سيلتقيه على الأرجح مجددا الأسبوع المقبل في نيويورك» حيث تعقد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

التطورات تعكس مفارقة لافتة: فبينما تتوسع رقعة الدمار والحرائق في المدن الأوكرانية، تحاول واشنطن الدفع نحو مسار سياسي يبدو محفوفاً بالتحديات.

وذكرت خدمات الطوارئ الأوكرانية، صباح الثلاثاء الماضي، أن حريقا يمتد على مساحة 350 مترا مربعا في ثلاثة مبان سكنية إلى جانب حريق بمحطة وقود بمساحة 600 متر مربع.

قصف روسي

وقال زيلينسكي إن روسيا أطلقت أكثر من 3500 طائرة مسيرة ونحو 190 صاروخا ضد أوكرانيا منذ بداية شهر سبتمبر/ أيلول الجاري.

وكتب على منصة إكس أنه «كان هناك أيضا استفزازات ضد شركائنا».

وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أوكرانية، يوم أمس الإثنين نقلا عن مصادر عسكرية أن أولكسندر سيرسكي قائد الجيش الأوكراني أقال اثنين من كبار الضباط بعد فقدان السيطرة على أراض في مناطق تحت قيادتهما.

وذكرت صحيفة أوكراينسكا برافدا نقلا عن مصدرين عسكريين رفيعي المستوى أن سيرسكي أمر بإقالة الضابطين المسؤولين عن الفيلقين السابع عشر والعشرين خلال الأسبوعين الماضيين. كما نشرت وكالة أنباء إنترفاكس يوكرين تقريرا مماثلا.

وذكرت الصحيفة أن الفيلق السابع عشر للجيش، بقيادة فولوديمير سيلينكو، كان متمركزا في منطقة زابوريجيا حيث خسر الجيش الأوكراني السيطرة على قرية واحدة على الأقل على ضفاف نهر دنيبرو.

وتحاول القوات الروسية، في الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام، مواصلة عملية طويلة ومرهقة للتقدم نحو الغرب مع التركيز على منطقة دونيتسك.