الأخبار... صناعة وحجر الزاوية في الإعلام ! ــ رأي الجديد نيوز

في يوم الأخبار العالمي إطلالة على المكون الأساسي في الإعلام...

"الخبرمقدس والتعليق حرّ" قاعدة إعلامية معروفة تُفصحُ أن الخبر الذي هو حجر الزاوية في وسيلة الإعلام يجب أن يكون خاضعا لقواعد المهنة الصحفية العالمية المتعارف عليها والتي تدرس في معاهد وكليات الإعلام.

 

لكن ماهو تعريف الخبر؟ سؤال وجيه والإجابة عليه متعددة (يوجد 100 تعريف له، من أهمها:

عرف "جيرالد جونسون" الخبر بأنه: "وصف أو تقرير لحدث مهم بالنسبة للجمهور"

أما "اللورد نورثكليف" فيعرف الخبر بأنه "الإثارة والخروج عن المألوف.. فعندما يعض الكلب رجلا فهذا ليس بخبر، ولكن عندما يعض الرجل كلبا فهذا هو الخبر"

ويرى "فرايزر بوند" أن الخبر هو "تقرير وقتي عن أي شيء مثير بالنسبة للإنسان"

أما "عبد اللطيف حمزة" فقد عرف الخبر بأنه "الجديد الذي يتلهف القراء إلى معرفته والوقوف عليه بمجرد صدور الجريدة" وهي التي كانت سائدة في أيامه.

وعرف "عبد الستار جواد" الخبر بأنه "شيء لا نعرفه من قبل"

لعل تفسير تعدد تعريفات الخبر الكثيرة جدا، يعود إلى أن كل تعريف له يتم من خلال زاوية من زواياه .

 

خصائص الخبر كثيرة ومن أهمها الصدق والواقعية والبعد عن الوصف والتقييم والرأي والجدة مع ضرورة الإجابة على الأسئلة الاربعة الأساسية فيه وهي " من  ماذا؟  متي؟ وأين؟

 

يلاحظ في الإعلام المحلي عدم احترام قدسية الخبر في بعض لأحيان، حيث يختلط بالتعليق والشائعة، كما قد يكون غير واقعي أو مختلقا .

 

ومن حيث التحرير توجد قوالب متعددة، هنالك الخبر الرسمي الذي يغطي نشاطا رسميا، وهنالك الخبر العادي الذي يغطي الأخبار العادية، وطبيعة الأول هي التفخيم وتراتبية بروتكولية مملة،  أما طبيعة الثاني فهي على العكس الدخول في الخبر مباشرة وبدون بروتكولات .

 

على مستوى التحرير نلاحظ ضعفا في اتباع فنيات التحرير الخبري محليا،  فقد تجد أهم شيء في الخبر في وسطه أو نهايته ولا يتمّ احترام قاعدة " الهرم المقلوب عند الصياغة" في بعض الأحيان ، كما قد تجد تذكيرا في غير نهاية الخبر وهو أمر غير مهني.

 

صدقية الخبر مهمة جدا، وتعتمد على معرفة الصحفي بالمصادر الحقيقية للأخبار، ويجب أن توفر الدولة تلك المصادر رسميا، كما تعتبر الهيئات الديبلوماسية مصادر رسمية لبلدانها، وكذا الهيئات الأممية تمثل مصادر رسمية للجهات التي تتبع لها .

 

مصادر الأخبار الموثوقة تصنع ولكنها "لا توجد في المكتب" فالنقابات والمؤسسات الحكومية والخاصة كلها بمثابة مصادر والشخصيات الرسمية كذلك .

 

عندما يغيب توفير المصادر الرسمية الموثوقة، فلا تنتظر إلا الشائعات والأخبار الكاذبة، وهما بطبيعة الحال من ألدّ أعداء الصحافة، فعلى الصحفيين التحري وذكر مصدر كل خبر والاعتماد على المصادر الحقيقية ذات المصداقية، والبعد عن كل خبر مجهول المصدر لأنه ليس إلا شائعة .

 

ختاما : في اليوم العالم للأخبار، نرجو أن تفتح مصادر الأخبار الرسمية بالبلد فعلا، أمام الصحفيين، كما نأمل أن تعود للخبر قدسيته وجودة تحريره، وأن يعلم الجميع أن الأخبار فنّ وصناعة، وليس كل من امتهن الصحافة قادر على تحرير الأخبار بجودة وطبقا للفنيات المطلوبة .

كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"