العام الدراسي الجديد .. بين الواقع والطموح ــ الجديد نيوز

 

تقرير: محمد ولد أعمر 

 

افتتح اليوم العام الدراسي 2025-2026 وقد أكدت الدولة على لسان عدد من المسؤولين خاصة الوزير الأول  ووزيرة التربية عن اتخاذ جميع الإجراءات لضمان افتتاح دراسي جيد.

 

السنة الدراسية الجديدة تواجه صعوبة "حمى الوادي المتصدع والدفتيريا" التي أخرت الافتتاح في بعض المناطق إضافة للتحديات المتعلقة بفرض القرارات المتعلقة بالمدرسة الجمهورية .

 

الوزيرة وعدت في الخطاب الافتتاحي بمتابعة خيار المدرسة الجمهورية وخطوات الإصلاح المختلفة في القطاع .

 

المراقبون يرون أن العام الدراسي الجديد ستكون التهدئة فيه بين النقابات والوزارة  ضرورية لتحقيق بعض الأهداف الطموحة للمدرسة الجمهورية، ولن يتم ذلك إلا بشراكة متميزة وهادفة من كلا الطرفين .

في التقريرالتالي : الافتتاح الدارسي الجديد بين الواقع والطموح .

تحديات كثيرة في الواقع 

رصد تقرير اليونسكو الأخير  حجم التحديات التي ما تزال تعترض المدرسة الموريتانية، سواء في نسب الإكمال أو في مستويات التعلّم.

 التقرير  دق ناقوس الخطر حين أشار إلى أن معدل إكمال المرحلة الابتدائية ما يزال دون 70٪  وأن نسبة من يصلون إلى نهاية الإعدادية لا تتجاوز 45٪ لدى الذكور و42٪ لدى الإناث. 

 

والأخطر من ذلك أن كثيراً من الأطفال الذين يبقون في المدرسة لا يكتسبون المهارات الأساسية في القراءة والحساب، وهو ما يضع علامات استفهام حول مردودية النظام برمته.

 

كما أشار التقرير إلى أن عدداً كبيراً من المدرسين يفتقرون إلى التكوين البيداغوجي اللازم لتأدية رسالتهم، وأن ضعف المناهج وأدوات التقييم يزيد من صعوبة مهمة التعليم والتعلّم معاً، مع ضعف  في الانفاق العمومي حيث لا يتجاوز 2.3٪ من الناتج المحلي.

 

ويؤكد التقرير على أسبابا متعدد لضعف التلعيم منها بنية مؤسسية غير متماسكة، تكوين مهني غير كافٍ للمدرسين، هشاشة اجتماعية تدفع آلاف الأطفال إلى الانقطاع المبكر، وفوارق مجالية ونوعية تجعل الفتيات وسكان الأرياف أقل حظاً في الاستفادة من التعليم.

 

وأكد التقرير أن عصر الرقمنة يفرض نفسه، وهو تحد كبير مطالبا بدمج الرقمنة والتكنلوجيا المعاصرة في التعليم .

 

من التحديات الأخرى فرض قيام المدرسة الجمهورية، حيث لم تنجح الوزارة في سحب السنوات الثلاث الأولى من الابتدايية بل تم التحايل على ذلك من طرف بعض المديرين في المدارس الخاصة، كما لم تستطع الوزارة الالزام بالزي الموحد في التعليم الخصوصي وهنالك صعوبات تتعلق بتطبيق إجراءات التعليم العمومي على التعليم الخصوصي كما وعدت الوزارة بذلك .

 

الكتب تحسن موضوع طباعتها وتوزيعها، ولكن مازالت هنالك مشكلة النفاد المبكر لبعضها في الأكشاك الرسمية، ونتوفر في السوق السوداء ولكن أثمانها غالية.

 

هنالك غياب كبير في الرقابة التربوية خاصة داخل الفصول، حيث يندر وجود مفتشين ميدانيين بالتعليم الخصوصي لرقابة المناهج وأداء المدرسين .

 

إحصائيات هامة 

ــ نسبة النجاح في مسابقة دخول الإعدادية 2025 تصل 63.07 % مقابل 61.70 في  2024

 

ــ عدد المترشحين 116384

 

ــ نسبة نجاح مسابقة "بريفه 2025 تصل 30% مقابل 27.50% سنة 2024 وشارك فيها أكثر من 74 ألف مترشح.

 

ــ نسبة النجاح في الباكلوريا (الدورة الأولى 20.08% وتأهل 10 آلاف للدورة التكميلية وقدرت نسبة النجاح النهائية ب 32% ) مقابل توقعات بنسبة نجاح اجمالية بلغت 36% في الدورتين 2024

بلغ عدد المترشحين للباكلوريا العام الحالي 53117 .

 

ــ عدد التلاميذ في الابتدائية يبلغ حاليا  750385 

 

ــ عدد المعلمين16522يبلغ عدد المدارس 3676 

 

ــ عدد تلاميذ الثانوي 200 ألف  ويبلغ عدد المؤسسات 736 وبلغ عدد الأساتذة 6922

 

ــ التعليم الخصوصي عدد مؤسساته 998 من بينها 736 ابتدائية يؤمها 97 ألف تلميذ.

 

إنجازات رسمية هامة

 

قالت وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي هدى بنت باباه في الخطاب الافتتاحي للعام الدراسي الجديد إن قطاعها حقق خلال العام الماضي “قفزات نوعية” في مجال الحوكمة وجودة التعليم، تمثلت في مراجعة البرامج الدراسية، وإنتاج كتب مدرسية جديدة، وتنظيم دورات تكوينية لفائدة المدرسين والمؤطرين، انسجامًا مع مقتضيات القانون التوجيهي للتعليم.

 

وأشارت الوزيرة إلى مضاعفة القدرة الاستيعابية للمؤسسات التعليمية، وتعزيز الطواقم التربوية، وتحسين التسيير الإداري من خلال اعتماد معايير “شفافة وعادلة” في التحويلات والترقيات، إلى جانب رقمنة الشهادات وكشوف الدرجات لتسهيل الخدمات وتقريبها من المواطنين.

 

وفي إطار دعم الأسرة التربوية، أكدت بنت باباه صدور مرسوم بإنشاء صندوق لدعم سكن المدرسين، تنفيذاً لتعهدات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وحرصاً على تحسين الظروف الاجتماعية للعاملين في القطاع.

 

التعليم .. قاطرة التنمية والرقي

 

لاجدال في أن إنشاء مدرسة جمهورية حقيقية هدف سام يمهد لوجود أجيال تسكنها الوطنية وتتسلح بالعلم والمعرفة كضمانتين لخدمة الوطن والرقي به ... وأمام هذا الطموج الكبير نبقى جميعا في انتظار نتائج العام الدراسي الجديد .