قال الوزيرالسابق محمد فال ولد بلال: إن مصطلح المولاة مصطلح غامض ومفخخ؛ وتساءل ما معنى المولاة؟ مستدركا أن هذي الكلمة أو هذا المصطلح جديد في القاموس السياسي الموريتاني وربما في العالم العربي ككل .
وأضاف في مقابلة مع "الجديد نيوز" "نحن نعرف التمييز في المواقف السياسية بين المؤيد والمعارض، وبينهما أطياف كثير .. هذه هي المفاهيم التي نعرفها في المجال السياسي والتي يظهر فيها التمايز.
وأوضح ولد بلال أن المولاة كلمة تحيل إلى أكثر من التأييد، تحيل إلى خلفية عقائدية أوطائفية أو الدعم المطلق، قائلا: كل واحد منا قد يؤيد موقفا ويعارض آخر، وقد يؤيد نظاما من حيث الكليات ويعارض بعض الجزئيات، المولاة أقرب إلى الأيدلوجية منها إلى المواقف السياسية المرنة.
وأكد أن المولاة استحدثت مع النصرة، وهي تحيل إلى موقف عقائدي إيدولوجي، ويطلق عليها في الأحزاب الأيدلوجية "التبعية" وعند الصوفية "المريدين" مشددا على أنها مصطلح لا يليق بالعمل السياسي.
وشدد على أنه موال لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وفي الوقت الحالي ينتمي إلى حزب موال، لكن فهمه للموالاة يختلف عن السائد والرائج لدى كثير من الناس خاصة من رواد وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال نحن لنا ما يقارب 40 سنة في مجال التعددية السياسية، بدأنا نتعلم المولاة، كيف ندعم كيف نوالي كيف نؤيد، وكانت الأخطاء مقبولة منا والانحرافات ومبرر ذلك أننا ما زلنا في مرحلة "الحبو" السياسي، وتساءل ولكن بعد هذه العقود الأربع أما آن لنا أن نغيّر من أساليب ومنهجية المولاة، أما آن لنا أن نأتي بجديد؟
ونوه بقوله أنا أعتقد أن تكرارالطرق الممجوجة التي نمارسها من 1991 وحتى الآن تعتبر كارثية.
وأوضح أن لديه اقتراحات في هذا الصدد كثيرة وعديدة.
وقال إنه من المؤسف وبعد أربعة عقود؛ مازلنا كلما قيل إن الرئيس سيزور منطقة نغلق المكاتب وتتعطل الإدارة، أما آن لنا أن ندرك أن هذا النوع من المولاة غير مجد، فلا هو ينفع الأمة ولا هو ينقذ الأنظمة، وبالتالي فهو ضياع..
وأضاف لقد قلت لهم في أكثر من مناسبة؛ الزيارات أنواع: زيارة رسمية ينبغي أن يترك فيها الرئيس مع شعبه، وزيارة استطلاع، وزيارة لوضع حجر أساس لمشروع ما،..وهذه الزيارات لكل واحدة منها خصوصيتها عن الأخرى.
وقال معلقا على الجانب التعليمي" البنايات الشاهقة الضخمة التي تصرف عليها الأموال الطائلة، تجعلني أتساءل، كموال وداعم للرئيس ما هي جدوائية ذلك، والتلميذ غير محفّز والمدرس غير محفّز والبرنامج غير مدروس. التعليم يقوم على هذه الأركان الثلاثة، ولا فرق بعد ذلك إن كان التلميذ تحت خيمة أم عريش؟
واستدرك محمد فال قائلا: "عندما تتكلم في هذا يقال لك: أنت معارض، وعندما تقول: المطلوب ليس 100 كلم من الطرق بل 10 كلم تتوفر فيها معايير الجودة، يقال: فلان معارض، وعندما تقول إن الانتخابات البلدية لم تحقق إنجازا كبيرا جديدا بالمقارنة مع الماضي، وما تحقق من نجاح في البلديات التسع بنواكشوط عائد لقانون النسبية ، يقال لك هذا كلام المعارضة،
وأضاف بحسب اعتقادي أفضل دعم يمكن أن نحققه لفخامة الرئيس هو أن يتعود من المواطنون قول الحق، وهو أفضل من أن نحمل لهم بدله النقود أونزورهم في السيارات الفارهة.
وأضح هذه هي مشكلتي اليوم مع المولاة.. لست مستعدا بعد أربعين سنة من أن أكرر نفس القوالب الممجوجة، ونفس النمط من الخطاب والممارسة.. ولكني أفضل ابتكار طرق جديدة للعمل السياسي أكثر ملاءمة ونفعا للرئيس وللوطن.
وضرب مثالا لذلك "كنا في التسعينيات نذهب إلى االقبائل، وقد آن لنا أن نأتي بالجديد، فالمجتمع المدني منظم، وبدلا من الذهاب إلى القبائل علينا أن نذهب إلى منظمة المنمين ورابطة المزارعين ومكتب آباء التلاميذ ونقابة المعلمين ..لكننا ما زلنا نفضل الاعتماد على قبائلنا،
وأوضح هذا التجديد الذي أحلم به في الطرح والتصور، غير مقبول في أوساط 99 % من مولاة اليوم، بل هو مرفوض ويوصم صاحبه بأنه من المعارضة.
وختم بالقول، هذه الأسباب وغيرها هي التي جعلت المتابع لصفحتي على "الفيس بوك" أو القارئ لما أكتبه من مقالات، يحسب أني معارض، وأنا أرى أن هذا هو الدعم الحقيقي المطلوب والمناسب، بناء على ما راكمته من تجارب وخبرة في العمل السياسي.