معرض نواكشوط الدولي للكتاب ... "بلاد المنارة والرباط " تحت الأضواء ــ رأي الجديد نيوز

أرض المنارة والرباط ، بلاد المليون شاعر، بلاد شنقيط .. أسماء كانت تطلق على هذه البلاد قبل الاسم الحالي الذي تم اختياره من طرف المستعمر .

 

لتلك الأسماء دلالات مرتبطة بالنهضة العلمية والثقافية التي كانت سائدة في هذه الربوع، حتى أصبحت محجا تتعلق به أفئدة كثيرين من العلماء وطلبة العلوم الشرعية واللغوية .

 

لقد أنجبت هذه البلاد علماء فطاحلة كانوا سفراء للعلم والمعرفة في كل من الشام والحجاز ومصر.. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: العلامة آبه ولد اخطور والعلامة محمد محمود ولد اتلاميد والعلامة محمد الخضر ولد مايابا و مؤلف كتاب الوسيط الشهير أحمد الأمين الشنقيطي ..

 

لقد كان هؤلاء رواد السِّفارة العلمية الشنقيطية، التي مثّلت جسرًا حيويًا لنقل المعرفة والثقافة من منطقةِ شنقيط إلى مختلِف أصقاع العالم الإسلامي وخارجِه، ولم تكن هذه السفارةُ مجردَ بَعثات دبلوماسية بالمعنى التقليدي، بل كانت حِراكا علميا وثقافيا مدفوعا برغبة عميقة في نشر العلوم الشرعية والعربية، مما أسهم في إثراء الحياة الفكرية في الأماكن التي وطئتها أقدامُ الشناقطة.

 

في العصر الراهن تعتبر الديبلوماسية الثقافية محورا كبيرا وهاما في التعريف بأي بلد، وتتنوع مظاهرها لتبقى المهرجانات الثقافية من أبرزها .

 

في هذا الإطار يتنزل تنظيم أول مهرجان دولي للكتاب بنواكشوط ، من طرف وزارة الثقافة يشارك فيه ما يزيد على 80 دار نشر خارجية، وحدود 25 وطنية من مكتبات ودور نشر ومطابع.

 

وسيقام فضاء على هامش المعرض خاص بتوقيع الكتب لصالح زوار المعرض.

كما ستتوجه بعثة للقاهرة من أجل مباشرة ترتيبات استلام مكتبة العلامة الموريتاني محمد محمود ولد التلاميد وسيتم وضع الحجر الأساس لأكبر قصر ثقافي. 

 

ختاما : المهرجان الدولي للكتاب حدث ثقافي وفكري وطني هام، يمثل مناسبة للتعريف بالبلد، وتفعيل الديبلوماسية الثقافية الموريتانية، وترسيخ الصورة الناصعة لدى الضيوف  عن بلاد شنقيط التي تتميز بالضيافة الكريمة والعادات الأصيلة، والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية وأصداء الشعر في هذا الفضاء الصحراوي العالِم .

كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"