قال النائب البرلماني المعارض محمد الأمين ولد سيدي مولود إن المعارضة الجديدة أو الشابة مازالت تعاني انشطارا وفوضى وأنانية، نتيجة لمعاصرة أغلب قياداتها سواء المنتخبون منهم، أو المستقلون، ثم جاء الفضاء الافتراضي، والأنشطة عليه في البث المباشر وغيرها، واكتفى كل فرد منهم بما يقوم به من توعية ونقد و توجيه على الفضاء الاجتماعي.
وأضاف في مقابلة مع "الجديد نيوز" تنشر لاحقا: "لم يستطع هؤلاء القادة أن يستوعبوا أن تغيير الواقع يستحيل بدون العمل الجماعي المنظم في أطر سياسية وقانونية".
وقال إن الوضع السياسي ضبابي في البلاد، والمعارضة منقسمة، بل وضعيفة، حتى إن المعارضة التقليدية تقاعدت دون أن تسلم زمام الأمور للأجيال الجديدة.
وأكد أن الأحزاب التقليدية التي يقول إنهم ناضلوا في ظلها وكانوا وقودا لها في التسعينيات من القرن الماضي ومطلع الألفية، لم تستطع تجديد هياكلها ولا خطابها السياسي في الوقت المناسب، ومضى العمر وتقدمت القيادات في السّن، وضعفت أمام النضال، وحاصرتها الأنظمة وشوهتها، وتقاعس عنها الرأي العام والجمهور، فتقاعدت لأسباب ذاتية تتعلق بقياداتها وخطابها، ولأسباب موضوعية تتعلق بالحرب التي تشنها الأنظمة المتعاقبة عليها، ولموقف الشعب منها حيث كانت تحاربها القوى التقليدية الاجتماعية والمالية والسلطوية.
ونوّه أن لأغلبية ليست صامتة الصمت الإيجابي، بل إن رموزها في السلطة تطال أغلبهم تُهَم ُالفساد، بما في ذلك من يتوخى منهم الرقابة، مثل بعض البرلمانيين المتورطين في صفقات فساد وصفقات مشبوهة.
وأوضح أن الجهاز التنفيذي المنبثق عن تلك الأغلبية تطال غالبية أعضائه تهم الفساد، وما تقارير محكمة الحسابات ومفتشيات الدولة والمفتشيات القطاعية منا ببعيد.
ووصفها بأنها أغلبية مائعة، تدور مع كل نظام حيث دار، تغرق الرؤساء بخطابات الولاء والتشجيع الوهمي، وبنفخ المشاريع، وبتأليه الشخص الحاكم، ثم تتخلى عنه في أول لحظة، فهم يسبون الرؤساء ويلعنونهم ويحملونهم ما لا يتحملون، فهي أغلبية مائعة باهتة إلا من رحم ربك.
واستدرك أن هنالك أقلية نظيفة في الإدارة، وفي السلطة وفي الوزارات وفي القطاعات، بل وحتى في الأغلبية السياسية حافظت على بعض ألقها، وبعض نظافتها في خطابها السياسي وسلوكها في تيسير المهام.
وختم بالقول: يبقى الوضع ـ كما قلتم ـ ضبابيا جدا ومفتوحا على كل الاحتمالات بما فيها السلبية جدا لا قدر الله .