أشرف رئيس الجمهورية اليوم بروصو على اطلاق حملة الخضروات لموسم 2025–2026، كما وضع الحجر الأساس لمشروع قناة “سوكام” الاستراتيجي.
"لا كرامة لشعب يأكل من انتاج غيره" مقولة شهيرة وهادفة. تسعى السلطات من خلال هذه الحملة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الخضروات، باعتبار ذلك أحد ركائز السيادة الوطنية والأمن الغذائي ضمن تشجيع الزراعة المروية وتوسيع الإنتاج المحلي.
ويمثل مشروع قناة “سوكام” أحد أبرز المشاريع الهيكلية في البنية التحتية الزراعية، إذ يتضمن شقا وإعادة تأهيل قناة يبلغ طولها 34 كيلومترا انطلاقا من نهر السنغال، لري نحو 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة ما سيسهم في توسيع المساحات المستصلحة وتعزيز إنتاج الخضروات والحبوب، وتحسين إدارة الموارد المائية في المنطقة.
لقد عرف القطاع الزراعي تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة وبتنا قريبا من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة الأزر .
وحسب الوزارة فإن المساحة المخصصة لزراعة الخضروات قفزت من 2094 هكتاراً سنة 2019 إلى 8935 هكتاراً خلال موسم 2024 – 2025. تلك مؤشرات جيدة وتعد بالمزيد, ولكن بالمقابل هنالك مشاكل يعانيها قطاع الخضروات بشكل خاص على الدولة التصدي لها كتوفير المكننة ومخازن التبريد والنقل بسيارات مكيفة للمحصول وتوفير آليات الري العصرية وتشجيع المزارعين والناس العاديين على الاقبال على الزراعة والمساعدة في التسويق لأن المادة سريعة التلف وتوفير المدخلات الزراعية وتوطينها وكذا الارشاد الزرعي.
باتت الخضرة مادة أساسية في الطبق الغذائي اليومي والغريب في الأمر أنه مع زيادة الإنتاج ووفرته فهي حاليا غالية السعر شأنها شأن غالبية المواد المنتجة محليا كالأرز واللحوم الحمراء والألبان والمكسرات الغذائية، وهي قضية غير مفهومة بالمرة .
ختاما : السيادة الغذائية لا تقل عن سيادة القرار والحوزة الترابية؛ فيجب على الدولة ان تشجع المزارعين وعلى الشعب استهلاك المنتوج المحلي وتثمينه ومعرفة أن الدولة باتت تعي ان الإنتاج المحلي ضرورة ملحة في عصر التقلبات الاقتصادية والجيوستراتجية، كما أنه جزء هام من استقلال البلد وتجسيد كرامته .