قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن وزيري الخارجية والدفاع، ورئيس جهاز المخابرات، يعتزمون التوجّه إلى باكستان هذا الأسبوع لإجراء مناقشات بشأن محادثاتها المتقطعة مع أفغانستان حول وقف إطلاق النار في جنوب آسيا.
ووفقًا لقراءة رسمية لتعليقات أدلى بها أردوغان خلال رحلة جوية عائدًا من باكو، حيث التقى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، قال الرئيس التركي إن زيارة المسؤولين الثلاثة تهدف إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، وإرساء السلام بين باكستان وأفغانستان في أقرب وقت ممكن.
يذكر أن المتحدث باسم حركة طالبان أمس السبت، قال إن مفاوضات السلام بين أفغانستان وباكستان انهارت، لكن وقف إطلاق النار بين البلدين مستمر.
وأضاف المتحدث ذبيح الله مجاهد أن المفاوضات فشلت بسبب إصرار إسلام اباد على أن تتحمل أفغانستان مسؤولية الأمن الداخلي لباكستان، وهو مطلب وصفه بأنه يفوق "قدرة" كابول.
لكنه أردف قائلا "وقف إطلاق النار الذي تم إقراره لم يُنتهك من جانبنا حتى الآن، وسيستمر الالتزام به".
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف يوم الجمعة إن محادثات السلام مع أفغانستان التي أجريت في إسطنبول بهدف منع تجدد الاشتباكات الحدودية انهارت، لكنه أشار إلى أن وقف إطلاق النار سيظل صامدا ما لم يتم شن أي هجمات من الأراضي الأفغانية.
وتبادلت القوات الأفغانية والباكستانية يوم الخميس إطلاق النار لفترة وجيزة عبر الحدود، وذلك بالتزامن مع استئناف محادثات السلام في إسطنبول.
وذكر بيان صادر عن مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الرئيس اجتمع مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في باكو يوم السبت وقال إنه يأمل أن تفضي المحادثات إلى "استقرار دائم" وإن تركيا ستواصل الاضطلاع بدور في هذا الصدد.
اشتبكت قوات الجارتين الواقعتين في جنوب آسيا أيضا الشهر الماضي مما أسفر عن مقتل العشرات، في أعمال عنف هي الأسوأ منذ عودة حركة طالبان لتولي السلطة في أفغانستان عام 2021.
ووقع البلدان على اتفاق لوقف إطلاق النار في الدوحة في أكتوبر تشرين الأول، إلا أن جولة ثانية من المفاوضات في إسطنبول الأسبوع الماضي انتهت دون التوصل إلى اتفاق طويل الأمد بسبب خلاف حول الجماعات المسلحة المعادية لباكستان التي تنشط داخل أفغانستان.
وارتبطت باكستان وحركة طالبان بعلاقات ودية على مدى عقود لكن هذه العلاقات تدهورت بشكل حاد خلال السنوات القليلة الماضية.
وجاءت اشتباكات أكتوبر تشرين الأول في أعقاب غارات جوية باكستانية في وقت سابق من الشهر ذاته على كابول ومناطق أخرى استهدفت زعيم حركة طالبان الباكستانية.