ظلم فج...
معايير مختلّة...
وظائف متجمدة...
حديث عن إصلاح الإدارة...
توجد بالإدارة الموريتانية حالات من الظلم الفجّ من أمثلتها أستاذ درس 10 سنوات يتقاضى زميله المتخرج حديثا نفس الراتب.
أستاذ مبرز، يجلس خلف مدير المؤسسة التي يعمل فيها، وهذا المدير ليس إلا تلميذه الكسول الذي لم يستطع إكمال دراسته أصلا.
دفعة موظفين رسميين للدولة تتخرج في وقت واحد، ومع مرور الأيام يشغل بعض خريجيها وظائف سامية لأنهم سلكوا دروب السياسية وانخرطوا في في جوقة الحاكم .. في حين أن الباقين مع مؤهلاتهم ورتبهم العالية بعد التخرج مايزالون في القاع؛ رواتب زهيدة ومنازل متواضعة أومؤجرة .. الأسباب معروفة وهي اتباع سلم الاعتبارات الضيقة رغم أننا في زمن الحرب على الفساد.
من الظواهر الغريبة في الإدارة الموريتانية ـ أيضاـ أنه لامعايير موضوعية وتلقائية للترقية، فقد تقضي مسارك المهني في وظيفة واحدة – رغم كفاءتك وتجربتك وشهاداتك – إن أبطأ بك انعدام وجود الاعتبارات الضيقة، في حين قد يعين عليك مسؤول لم يخدم يوما واحدا في وظيفة، وقد يكون مستواه الدراسي أقل منك بكثير.
كما قد يعين زميلك أو موظف آخر جاء بعدك في الأقدمية والكفاءة والشهادة، لأنه سلك طريق المعايير الضقيقة ... يحدث كل ذلك ونحن في زمن الحرب على الفساد .
إصلاح الإدارة يتم الحديث عنه رسميا بكثرة ، ولكن "نسمع جعجعة ولا نرى طحينا" فمتى تعي السلطات العليا في بلادنا أن إصلاح الإدارة يبدأ من التعيينات للأكفاء في كل مناصب الدولة، ومحاربة خيمة القبيلة والأطر الضيقة الأخرى؟
ختاما: يقول المثل الفرنسي ماترجمته :" العاطفة تفسد العمل"، مع الدعوات المتجددة للسلطات العليا لنبذ الفساد ومحاربة القبيلة، يجدربالدولة أن تنظر في تك الاختلالات، وتعمل على إسناد الوظائف للكفاءات، فبناء الدول لايمكن أن يكون تابعا للأمزجة والمصالح الضيقة .
كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"