قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها يعكس مبدأ التداول السلمي للسلطة.
وتجري اليوم الثلاثاء في العراق انتخابات برلمانية لاختيار مجلس نواب جديد مكوّن من 329 عضوا على أن تُغلق صناديق الاقتراع في أنحاء البلاد عند الساعة السادسة مساء (15:00 بتوقيت غرينتش).
وأكد السوداني أن انتخابات مجلس النواب تجرى بأجواء آمنة ومستقرة.
رئيس الوزراء العراقي عقب الإدلاء بصوته: الانتخابات البرلمانية تعكس مبدأ التداول السلمي للسلطة
أوضح رئيس الوزراء العراقي، في مؤتمر صحفي بعد الإدلاء بصوته في أحد المراكز الانتخابية في بغداد، أن انتخابات مجلس النواب تجرى بأجواء آمنة ومستقرة، متابعا: «وأدينا التزامنا في البرنامج الحكومي بشأن إجراء الانتخابات، والحكومة أوفت بالتزاماتها في إجراء الانتخابات بموعدها، وحرصت على تواجد المراقبين الدوليين في الانتخابات البرلمانية».
وأضاف أن «الحكومة أولت اهتمام كبير بالتداول السلمي للسلطة، وإجراء الانتخابات بموعدها تأكيد على التداول السلمي للسلطة»، مشيراً إلى أن المواطن يختار بمسؤولية ووعي من يمثله في البرلمان، بحسب وكالة الأنباء العراقية.
إقبال على التصويت
ورصدت شبكة مراسلي الغد في العراق أجواء المشاركة في العملية الانتخابية.
وأفاد مراسلنا من بغداد أن مراكز الاقتراع فتحت عند الساعة السابعة صباحًا بتوقيت العراق، وَسَط إقبال واسع من قبل المواطنين للمشاركة في الانتخابات.
وأضاف أن (أعدادا) كبيرة من الناخبين توافدت إلى المراكز، وَسَط انسيابية واضحة في عملية التصويت، دون تسجيل أية عراقيل حتى الآن.
وأشار إلى أن العملية الانتخابية مؤمنة بشكل جيد من قبل عناصر الأمن.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات، جمانة الغلاي، إن للمفوضية تجارب سابقة في إدارة الانتخابات، وكل ما يتعلق بسير العملية الانتخابية يجري بسلاسة.
وأضافت الغلاي في تصريحات للغد أن المفوضية تستقبل أكثر من 20 مليون ناخب، يصوّتون من خلال أكثر من 8 آلاف مركز اقتراع في عموم البلاد.
وذكر مراسل الغد أن جميع الاستعدادات اكتملت لاستقبال الناخبين، مؤكدًا أن الحضور الكبير منذ الساعات الأولى فاق التوقعات، إذ كانت هناك تقديرات تشير إلى احتمال حدوث مقاطعة واسعة، إلا أن الإقبال جاء مرتفعًا بشكل لافت.
ترقب إيراني وأميركي
ومن المتوقع أن يفوز الائتلاف الذي ينتمي إليه السوداني بأكبر عدد من المقاعد لكنه لن يحصل على الأغلبية، مما قد يعني إجراء محادثات على مدى شهور بعد الانتخابات بين الأحزاب الشيعية والسنّية وكذلك الأحزاب الكردية لتقاسم المناصب الحكومية واختيار رئيس للوزراء.
وبدأ العراق إجراء الانتخابات البرلمانية في 2005 بعد الغزو الأميركي عام 2003 الذي أطاح بالرئيس صدام حسين.
وشابت التجارب الانتخابية الأولى أعمال عنف طائفية وقاطعها المسلمون السنة بعد أن سمحت الإطاحة بصدام بتحويل الهيمنة السياسية إلى الأغلبية الشيعية التي كان قد قمعها خلال فترة حكمه الطويلة.
وانحسرت الطائفية إلى حد كبير، لا سيما بين العراقيين الأصغر سنا، لكنها لا تزال متجذرة في النظام السياسي الذي يقسم المناصب الحكومية بين الشيعة والسنة والأكراد والمسيحيين ومجموعات عرقية ودينية أخرى.
وبموجب نظام تقاسم السلطة في العراق، يجب أن يكون رئيس الوزراء شيعيا ورئيس البرلمان سنيا ورئيس الجمهورية كرديا.
وتضم انتخابات هذا العام عددا من المرشحين الشبان الذين يأملون في دخول عالم السياسة.
تجنّب العراق حتى الآن أسوأ التداعيات الإقليمية الناجمة عن حرب غزة، لكنه سيواجه غضب الولايات المتحدة وإسرائيل إذا لم ينجح في احتواء الجماعات الموالية لإيران.