مستوطنون يحرقون مسجدا في سلفيت بالضفة الغربية المحتلة

أحرق مستوطنون، فجر اليوم الخميس، مسجدا في محافظة سلفيت بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن مستوطنين إسرائيليين أضرموا النيران في مسجد الحاجة حميدة الواقع بين بلدتي ديراستيا وكفل حارس، شمال غربي سلفيت، وخطّوا شعارات عنصرية على جدرانه.

وأفاد الناشط في مجال مقاومة الاستيطان نظمي السلمان لـ«وفا» بأن الأهالي تفاجأوا فجر اليوم بقيام المستوطنين بإحراق المسجد عبر سكب مواد قابلة للاشتعال عند المدخل، إلا أن تدخل الأهالي حال دون انتشار النيران على المسجد بالكامل، مشيراً إلى أن المستوطنين خطّوا أيضاً شعارات عنصرية معادية للعرب والمسلمين على جدران المسجد.

تصاعد الانتهاكات

واستنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية «الجريمة النكراء التي وقعت فجر اليوم في مسجد الحاجة حميدة، والتي أدت إلى إحراق أجزاء من المسجد وتلطيخه بكتابات عنصرية من قبل عصابات المستعمرين الذين يعتدون بشكل يومي على المقدسات الإسلامية وعلى ممتلكات المواطنين في ازدياد ممنهج في وتيرة هذه الانتهاكات ونوعيتها».

وذكرت الأوقاف، في بيان أن «إحراق المسجد يدل بشكل واضح على الهمجية التي وصلت إليها آلة التحريض الإسرائيلية العنصرية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، مضيفة بأن هذه الجريمة اعتداء صارخ على المسلمين ومشاعرهم».

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء الماضي، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن حالة من الاستياء بين قادة المنظومة الأمنية الإسرائيلي جراء تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية.

وقالت الصحيفة إنه «في مواجهة عجز السلطات إزاء موجة العنف التي يمارسها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بدأ صبر الجيش الإسرائيلي ينفد».

جرائم المستوطنين

وفقًا لبيانات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، ففي عام 2024، تم تسجيل 675 حادثة جريمة قومية (نفذها المستوطنون) ضد الفلسطينيين، ووقع هذا العام 704 حوادث.

من جانبها، قالت الأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، إن المستوطنين الإسرائيليين نفذوا ما لا يقل عن 264 هجوما على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة في أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما يمثل أكبر عدد شهري منذ أن بدأ مسؤولو المنظمة الدولية في تتبع هذه الهجمات في عام 2006.

وقال المكتب «منذ عام 2006، وثّقنا أكثر من 9600 هجوم من هذا النوع. ووقع 1500 منها تقريبا هذا العام وحده، أي ما يقارب 15 في المئة من الإجمالي».

وتُمثل الضفة الغربية، التي يقطنها نحو 2.7 مليون فلسطيني، محورا رئيسيا في المساعي الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلية إلى جانب إسرائيل، لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وسّعت المستوطنات فيها بوتيرة سريعة، مما أدى إلى تقسيم الأراضي.

وتعتبر الأمم المتحدة والفلسطينيون ومعظم الدول هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي. ويعيش أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.

وتأتي الهجمات في الضفة الغربية على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول، والذي هدأ معظم القتال وأدى إلى عودة المحتجزين.