قال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إن السلطات أحالت خلال الأشهر العشرة الماضية عشر ملفات فساد إلى القضاء، شملت 70 بينهم 20 موقوفين في السجن ـ حالياـ و19 استفادوا من حرية مؤقتة بقرارات صادرة عن قضاء مختص، في الوقت الذي ما تزال ملفات ثلاثين آخرين قيد المعالجة على مستوى النيابة.
الفساد ملف كبير يشغل الموريتانيين لماله من تفشّ وضرر كبيرعلى واقع البلاد، حيث ضعف التنمية وهدر الموارد .
الرئيس تحدث في محطة "جيكيني" من زيارته للحوض الشرقي باسهاب عن الفساد، وضرب أمثلة على تفشي الفساد غير الإداري والمالي كسرقة المياه والكهرباء ـ مثلاـ وعدم تسديد تكاليف فواتيرهما .
وطالب الرئيس الجميع خاصة النخبة بالمشاركة في الحرب على الفساد، مبينا أنه لم يتم القضاء عليه، ولكن المعركة ضده مستمرة وسيتم كسبها بحسب تعبيره .
وقد نوه الرئيس بأن هذه الحرب لن يسمح بأن تكون لتصفية الحسابات، ولكن في المقابل لن تتم التغطية على أي مفسد صدرت بحقه تهمة الفساد من الجهات الرقابية والقضائية المختصة بدواعي القرابة أو أي علاقات أخرى .
الدولة أنشأت سلطة لمكافحة الفساد، والسلطات قامت بتفعيل أجهزة الرقابة المختلفة في سبيل مكافحة هذه الآفة، ولكن كل تلك الجهود ستبقى ناقصة مالم تكن هنالك صحافة استقصائية خاصة تكشف الفساد ولها مصداقية، ودور فاعل للمجتمع المدني في الرقابة على التسيير العام.
كما يجب أن تكون هنالك حملات توعية كبيرة في وسائل الإعلام والمساجد ومحاضرات تهم توعية المجتمع بخطورة هذه الآفة وضرورة نبذ المفسدين وعزلهم، مع معاقبة السلطات لهم بعدم تدويرهم أو التعامل معم بأي صورة كانت.
ختاما : يشكل حديث الرئيس غزواني الصريح في جيكني حول مكافحة الفساد أرضية جيدة للانطلاق الفعلي في مكافحة الفساد، ويجب على الصحافة والمجتمع القيام بدورهم في مكافحة هذه الآفة، ويبدأ ذلك بنبذ الاعتبارات الضيقة، والتخلي عن استخدام القبيلة السياسية باعتبارها حواضن للفساد لدى السلطة والمجتمع.