احتشد عشرات الآلاف في محيط ملعب سان ماميس بمدينة بلباو الإسبانية، اليوم السبت، حيث تقام المباراة الودية بين منتخبي إقليم الباسك وفلسطين، بدعوة من اتحاد الباسك لكرة القدم، وذلك بمناسبة ذكرى إعلان قيام دولة فلسطين عام 1988 على يد الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات في الجزائر.
وقال مراسل الغد إن هذه الدعوة شددت على رفض الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، وضرورة قيام دولة فلسطينية.
وأضاف أن جماهير النادي الباسكي رفعت هتافات «فلسطين حرة» ودعت إلى مقاطعة إسرائيل في مظاهرات سابقة على المباراة.
وأشار المراسل إلى أن عائدات المباراة الخيرية خصصت لدعم جهود الإغاثة وإعادة إعمار قطاع غزة، وسط مطالبات متزايدة بطرد إسرائيل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا على خلفية الجرائم والانتهاكات بحق الفلسطينيين.
مباراة في بلباو
ويخوض لاعبو المنتخب الفلسطيني لكرة القدم الذين أصبحوا رمزا لرياضة أنهكتها عامان من الحرب، السبت لقاء وديا مع منتخب إقليم الباسك الإسباني في بلباو، في أول مباراة لهم على أرض أوروبية بهدف «فتح أعين العالم» و«إنهاء الحرب».
وعلى أحد الملاعب التي وفرها النادي الباسكي مجانا، حاول إيهاب أبو جزر، مدرب المنتخب الوطني الفلسطيني إعداد لاعبيه قبيل المباراة بأفضل شكل قبل الظهور على أرضية ملعب «سان ماميس» أمام خمسين ألف متفرج. جميعهم سيكونون مؤيدين للقضية الفلسطينية المنتشرة بقوة في المنطقة التي شهدت قبل أسابيع احتجاجات عطلت إحدى مراحل طواف إسبانيا للدراجات.
وعلى عكس مدربهم، فإن أغلب اللاعبين المختارين لم يسبق لهم أن زاروا غزة. يلعبون في قطر وتشيلي وإيسلندا والولايات المتحدة، لكنهم آخر ما تبقى من كرة القدم الفلسطينية التي دمرتها عامان من القصف الإسرائيلي الذي بدأ بعد هجوم حماس في إسرائيل يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ ذلك الوقت، توقفت البطولات وتعطلت الأندية، وأصيب مئات الرياضيين أو استشهدوا، وبينهم أشهر لاعبي فلسطين، سليمان العبيد البالغ 41 عاما والمُلقب بـ"«بيليه فلسطين» الذي استشهد في أغسطس/آب الماضي جنوب قطاع غزة عندما استهدفت إسرائيل مدنيين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية، وفقا لما أشار الاتحاد الفلسطيني للعبة.
بدوره، يعتقد اللاعب أحمد القاق المولود في الولايات المتحدة لوالدين فلسطينيين، أن المباراتين المقبلتين أمام منتخب الباسك السبت، ثم أمام المنتخب الكاتالوني الثلاثاء في برشلونة، قد تساعدان في «فتح أعين العالم» على الوضع الإنساني في غزة.
ويقول الجناح الشاب البالغ 23 عاما الذي يلعب في الدرجة الثانية في الولايات المتحدة «نحن لسنا سياسيين، لكن كلاعبين نعطي الناس شيئا يتمسكون به. وسط كل ما يعيشونه، هذا يمنحهم بصيص أمل».
ويتابع «في كل مرة نلعب فيها، أولئك الذين يتمكنون من مشاهدة المباراة، ينسون كل ما يحدث لمدة 90 دقيقة».
وعن احتمال خسارة فلسطين، كما حدث أمام ماليزيا أو الجزائر في أكتوبر/ تشرين الأول، يرد قائلا «سنتجاوز ذلك. إنه في جيناتنا أن ننهض دائما بعد كل سقوط».