إسرائيل تعتدي على الجميع في لبنان.. فهل باتت الحرب واقعا مؤجلا؟

لا يكاد يمر يوم على جبال لبنان إلا وقد وقع انتهاك إسرائيلي، مرة تجاه قوات اليونيفيل، ومرات عدة تجاه مواطنين لبنانيين.

وعمدت وحدات الهندسة التابعة للجيش الإسرائيلي إلى بناء «جدار إسمنتي»  يرسم حدودا استعمارية جديدة مفروضة بفعل قوة السلاح والدعم الأميركي وصمت المجتمع الدولي.

حزب الله وعلى لسان أمينه العام نعيم قاسم اعتبر أن لبنان يتعرض لمؤامرة لانتزاع سلاحه داعيا إلى مواجهة ما وصفه بالعدوان الإسرائيلي بكل السبل..ولكن من يواجه الحزب وسياساته التي أوصلت لبنان إلى دمار جزئي على يد عدو لم يكن يحتاج إلى ذريعة ضيقة لينقض على قلب بيروت.

حول هذا الملف، تحدث لبرنامج (مدار الغد) كل من فيصل عبد الساتر، الكاتب والباحث السياسي، وحنا صالح، الكاتب والباحث السياسي.

إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، اليوم الإثنين، إن الحكومة اللبنانية تخطىء عندما تسلك طريق التنازلات لإنهاء العدوان والاحتلال، مشيرا إلى أن ما يجري في لبنان يهدف إلى السيطرة على البلد وتجريده من قوته عسكريا واقتصاديا وسياسيا.

وأضاف نعيم قاسم، خلال كلمة له، أن الدولة اللبنانية مسؤولة عن وضع برنامج لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن العدوان هو المشكلة وليس حزب الله.

كما اتهم أمين عام حزب الله الولايات المتحدة الأميركية بأنها تريد التحكم في لبنان.

وقال: «الولايات المتحدة معتد وليست وسيطا، والوصاية الأميركية على لبنان خطر كبير جدا ولا تعمل من أجل استقرار لبنان».

وختم الأمين العام لحزب الله: «الاعتداءات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل تدل على أننا أمام عدوان خطير ويجب أن نفكر بكل الوسائل لوضع حد له».

شكوى لمجلس الأمن

والسبت، طلب رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزيف عون، من وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، تكليف بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة برفع شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل.

وجاء الطلب على خلفية إقدام إسرائيل على بناء جدار إسمنتي على الحدود اللبنانية الجنوبية يتخطى «الخط الأزرق» الذي تم رسمه بعد الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000.

وأكدت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس عون طلب إرفاق الشكوى بتقارير الأمم المتحدة التي تدحض النفي الإسرائيلي لبناء الجدار، وتؤكد أن الجدار الخرساني الذي أقامه الجيش الإسرائيلي أدى إلى منع السكان الجنوبيين من الوصول إلى مساحة تفوق 4 آلاف متر مربع من الأراضي اللبنانية.

كما أشار بيان الرئاسة إلى التقارير الدولية التي تؤكد أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أبلغت إسرائيل بوجوب إزالة الجدار.

كان متحدث باسم الأمم المتحدة قد قال أمس الجمعة إن مسحاً أجرته قوة اليونيفيل الشهر الماضي خلص إلى أن الجدار الذي بناه الجيش الإسرائيلي يتخطى الخط الأزرق.

وأكدت اليونيفيل في بيان منفصل أن «وجود إسرائيل في الأراضي اللبنانية وأعمال البناء التي تجريها هناك يشكلان انتهاكاً لقرار مجلس الأمن 1701 ولسيادة لبنان وسلامة أراضيه».

ويُشار إلى أن الخط الأزرق هو خط رسمته الأمم المتحدة يفصل بين لبنان وإسرائيل وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.