قال نائب الرئيس الأميركي، جيه. دي فانس، إن أي خطة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا يجب أن تحافظ على السيادة الأوكرانية وأن تكون مقبولة لكلا البلدين، ولكن من «الخيال» الاعتقاد بأن أوكرانيا يمكن أن تنتصر على روسيا إذا أعطت الولايات المتحدة كييف المزيد من الأموال أو الأسلحة أو فرضت المزيد من العقوبات على روسيا.
وأكد فانس في منشور على منصة «إكس»: «إن أي مبادرة لإنهاء النزاع يجب أن تكون مقبولة لموسكو وكييف، وأن تفضي إلى وقف المواجهة»، مشددًا على أن واشنطن ترى أن التسوية لا يمكن أن تُفرض من طرف واحد.
وأضاف أن الاعتقاد بأن ضخّ الأسلحة والأموال وفرض العقوبات على روسيا يمكن أن يؤدي وحده إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا هو ضرب من الوهم، داعيًا إلى مقاربة أكثر واقعية تقوم على التفاوض وإدراك ميزان القوى.
وأكد أن الانتقادات الموجّهة للخطة الأميركية المقترحة تعكس «عدم فهم حقيقي للواقع على الأرض».
وتشير التقارير إلى أن الخطة الأميركية للتسوية تشمل اعتراف الولايات المتحدة وحلفائها بالقرم ودونباس كأراضٍ روسية، على أن توقّع من أوكرانيا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي، وروسيا.
وهم هزيمة روسيا في أوكرانيا
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، أن الخطة الأميركية قد تشكل أساساً للحل النهائي، وأن واشنطن طلبت مرونة من الجانب الروسي و«هو مستعد لذلك».
وجدد التأكيد على استعداد روسيا للتفاوض، لافتاً إلى أن الوضع الراهن ملائم جداً لروسيا التي تواصل تحقيق أهدافها بالقوة العسكرية في أوكرانيا، داعياً كييف وحلفاءها إلى الصحوة من «وهم هزيمة روسيا في أوكرانيا».
وقال مسؤولون روس، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة لم تستشر الكرملين في أحدث مقترحاتها لإنهاء الحرب في أوكرانيا، رغم أن الخطة المؤلفة من 28 نقطة تتضمن العديد من المطالب الروسية.
مهلة ترمب
منح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مهلة تنتهي الخميس المقبل للرد على المقترح الذي تدعمه الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع روسيا.
وقال ترمب في مقابلة إذاعية مع فوكس نيوز إن لديه مواعيدَ نهائية كثيرة، لكن إذا سارت الأمور على ما يرام مع أوكرانيا فمن الطبيعي تمديد هذه المهلة، معتبرا أن الخميس المقبل هو الوقت المناسب للرد الأوكراني على مقترحه.
ودعت روسيا الرئيس الأوكراني إلى «أن يتفاوض الآن»، وحذر الكرملين زيلينسكي من أن مجال المناورة أمام أوكرانيا لن يتعرض إلا للانكماش.
ورغم أن روسيا تعتقد أن الخطة تتضمن بعض النقاط الجديدة، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لدى سؤاله عما إذا كانت روسيا قد شاركت في صياغة النقاط «لم تتم مناقشة حقيقية بشأن هذه النقاط».
كان موقع أكسيوس الأميركي قد أفاد يوم الأربعاء، بأن الولايات المتحدة تجري مشاورات سرية مع روسيا لتطوير خطة سلام جديدة تتألف من 28 نقطة مقسمة إلى أربعة محاور وهي السلام، الضمانات لأوكرانيا، والأمن في أوروبا، والعلاقات المستقبلية للأطراف مع الولايات المتحدة.
وتدعو الخطة الأميركية في أوكرانيا إلى تقديم تنازلات هائلة، بما في ذلك تسليم الأراضي التي تسيطر عليها حاليًا لروسيا. لكن بدلًا من رفضها رفضًا قاطعًا، وافق زيلينسكي على التفاوض، وقال مكتبه إنه يتوقع مناقشة الأمر مع الرئيس ترمب في الأيام المقبلة.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر، أن أوكرانيا والترويكا الأوروبية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، تعمل على مقترح مضاد لخطة سلام مدعومة من الولايات المتحدة تخص الحرب في أوكرانيا.
