تتجه الأنظار نحو سويسرا، غدا الأحد، حيث من المقرر أن يجتمع مسؤولون أوكرانيون وأميركيون لمناقشة خطة الرئيس دونالد ترمب لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 4 أعوام، وهي مبادرة تسعى كييف وحلفاؤها الأوروبيون لتعديلها.
ومن المقرر أن يجتمع مستشارو الأمن القومي الفرنسي والألماني والبريطاني بنظرائهم الأميركي والأوكراني صباح الأحد في جنيف لمناقشة الخطة الأميركية لأوكرانيا.
وأشار مصدر لفرانس برس إلى أن «مستشار الرئيس الفرنسي سيتوجه إلى جنيف غداً برفقة زملائه من مجموعة الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا)»، مؤكداً أن «النقاش سيُجرى بين الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية الثلاث والأوكرانيين».
الموقف الأميركي
أكد مسؤول أميركي لوكالة رويترز أن جنيف ستستضيف محادثات غداً الأحد بشأن الخطوات التالية لإحلال السلام في أوكرانيا. وأضاف المسؤول أن روسيا لن تشارك في محادثات جنيف، لكن أميركا «تنوي عقد اجتماعات مع الروس قريباً جداً».
كما أشار لرويترز إلى أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو سيصلان غداً الأحد للمشاركة في المحادثات.
وكان رئيس المجلس الوطني للأمن والدفاع في أوكرانيا، رستم عمروف، قد كتب على تليغرام أن كييف ستبدأ «مشاورات بين مسؤولين رفيعي المستوى من أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن المعايير المحتملة لاتفاقية سلام مستقبلية في سويسرا».
وعبّر عن تقدير كييف «لمشاركة الجانب الأميركي واستعداده لإجراء محادثات جوهرية».
تحفظات أوكرانية وأوروبية
وتنظر أوكرانيا بقلق بالغ إلى هذه الخطة المؤلفة من 28 نقطة، لأنها تتضمن عدة مطالب روسية رئيسية، بينها تنازل أوكرانيا عن أراضٍ، وتقليص حجم جيشها، والتخلي عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). لكن الخطة تقدم أيضاً لكييف ضمانات أمنية غربية لمنع أي هجمات روسية مستقبلاً.
وقد رفض الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، أمس الجمعة، الخطة التي حثه ترمب على قبولها، مؤكداً أنه سيقترح على الأميركيين بدائل أخرى.
من جانبهم، قال حلفاء أوكرانيا الأوروبيون الذين لم يشاركوا في صوغ الاتفاق، إن الخطة تتطلب مزيداً من العمل، وذلك خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا.
وفي سياق ذي صلة، قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، اليوم السبت، إن قادة التكتل سيجتمعون يوم الإثنين خلال قمة الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في لواندا لمناقشة مقترح السلام في أوكرانيا الذي صاغته الولايات المتحدة، مضيفاً أن «مسودة الولايات المتحدة للخطة المكونة من 28 نقطة تتضمن بنوداً مهمة ستكون ضرورية لتحقيق سلام عادل ودائم».
ورفض الداعمون الأوروبيون لأوكرانيا خطة الولايات المتحدة لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا بصيغتها الحالية، وقالوا بعد اجتماع أزمة إن مسودة الخطة تصلح أساسا للمباحثات ولكنها تحتاج إلى «عمل إضافي».
وجاء في بيان صدر بعد اجتماع القادة في جوهانسبرغ «إن المسودة الأولية للخطة المكونة من 28 بندا تتضمن عناصر مهمة ستكون أساسية لتحقيق سلام عادل ودائم».
وأضاف البيان بشأن الخطة، التي ستمنح روسيا تنازلات واسعة «نعتقد لذلك أن المسودة تعد أساسا يتطلب عملا إضافيا».
وجاء في البيان «نحن نتمسك بمبدأ عدم جواز تغيير الحدود بالقوة. كما نشعر بالقلق إزاء القيود المقترحة على القوات المسلحة الأوكرانية، والتي قد تترك أوكرانيا عرضة لهجوم مستقبلي».
