احتشد المئات في الضاحية الجنوبية لبيروت، اليوم الإثنين، لتشييع القائد العسكري الكبير في حزب الله، هيثم علي الطبطبائي، و4 مقاتلين آخرين من الحزب، قُتِلوا في غارة إسرائيلية على الضاحية، أمس الأحد.
وجاءت عملية الاغتيال المستهدفة التي نفذتها إسرائيل، وهي نوع من العمليات التي أصبحت نادرة الحدوث منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار العام الماضي، بعد يوم واحد من احتفال لبنان بعيد استقلاله، وعمَّقت المخاوف من تجدد التصعيد الإسرائيلي.
تشييع جثمان هيثم الطبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت - أ ب
وبينما كانت الجنازة الحاشدة تشق طريقها عبر أحياء الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية اليوم، تعالت الهتافات المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة.
ويضغط كلا البلدين على لبنان للتحرك على نحو أسرع لنزع سلاح حزب الله، تماشيا مع اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2024.
وهتف المشيعون: «لن نترك سلاحنا، لن نترك أرضنا».
وشارك بالجنازة كبار المسؤولين السياسيين في حزب الله، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان أي من المسؤولين العسكريين قد حضروا.
تشييع جثمان هيثم الطبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت - أ ب
اغتيال هيثم الطبطبائي
وأعلن حزب الله، مساء أمس الأحد، نجاح عملية اغتيال القيادي البارز بصفوفه، هيثم الطبطبائي، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال حزب الله، في بيان: «بكل فخر واعتزاز، نزف إلى أهل المقاومة وشعبنا اللبناني القائد الجهادي الكبير الشهيد هيثم علي الطبطبائي (السيد أبو علي) الذي ارتقى شهيدًا فداءً للبنان وشعبه إثر عدوان إسرائيلي غادر على منطقة حارة حريك، في الضاحية الجنوبية لبيروت.».
وأضاف البيان: «لقد التحق القائد الكبير بإخوانه الشهداء بعد انتظار طويل للقاء الله تعالى، وبعد مسيرة حافلة بالجهاد والصدق والإخلاص والثبات على طريق المقاومة والعمل الدؤوب في مواجهة العدو الإسرائيلي حتى اللحظة الأخيرة من حياته المباركة، لم يعرف الكلل ولا الملل في مسيرة الدفاع عن أرضه وشعبه، وأفنى حياته في المقاومة منذ انطلاقتها، وكان من القادة الذين وضعوا المدماك الأساسي لتبقى هذه المقاومة قوية عزيزة مقتدرة تصون الوطن وتصنع الانتصارات».
وتابع البيان: «لقد منَّ الله عليه بوسام الشهادة الرفيع، وإن شهادته العظيمة ستضفي أملًا وعزيمة وقوة لإخوانه المجاهدين، وإصرارا على متابعة الطريق، كما كان في حياته مصدر قوة وإلهام لهم، وسيحمل المجاهدون دمه الطاهر كما حملوا دماء كل القادة الشهداء، ويمضون قدمًا بثبات وشجاعة لإسقاط كل مشاريع العدو الصهيوني وراعيته أميركا».
إسرائيل تعلن نجاح عملية اغتيال الطبطبائي
وقبل صدور بيان حزب الله، كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، رسميًّا، اغتيال القيادي البارز في حزب الله، هيثم الطبطبائي، في ضاحية بيروت الجنوبية.
وبث الجيش الإسرائيلي مقطعًا مصوَّرًا يوثِّق لحظة استهداف القيادي البارز في حزب الله هيثم الطبطبائي.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عبر حسابه على موقع إكس: «أغار الجيش على منطقة ضاحية بيروت الجنوبية، وقضى على هيثم علي الطبطبائي، قائد أركان حزب الله».
وأضاف: «كان الطبطبائي عنصرًا مركزيًّا في حزب الله، حيث انضم إلى صفوفه في ثمانيات القرن الماضي وتولى سلسلة مناصب قيادية، ومنها قائد وحدة الرضوان ومسؤول العمليات لحزب الله في سوريا، وفي إطار مهامه في سوريا عزز تموضع الحزب في سوريا».
وأشار إلى أنه «خلال الحرب، تولى منصب قائد منظومة العمليات في حزب الله، وكان مسؤولًا عن بلورة صورة الوضع في حزب الله وبناء القوة، وخلال عملية سهام الشمال وبعد القضاء على معظم القيادة العسكرية للحزب تولى مسؤولية إدارة الحرب مع إسرائيل».
وأكد أنه «في ختام عملية سهام الشمال، تولى الطبطبائي منصب قائد أركان حزب الله، وفي إطار ذلك قاد عملية إعادة إعمار حزب الله، وقاد معظم الوحدات فيه، وعمل على إعادة تأهيلها للحرب مع إسرائيل».
وأوضح أنه «طيلة سنواته في حزب الله، عمل على تعزيز قدرات حزب الله، وكان عنصرًا بارزًا في تطوير وحدة قوة الرضوان، وقاد الطبطبائي قيادة حزب الله، ونظرًا لعلاقاته وقدراته شكل عنصرًا ذو خبرة وقوة ملموستين في حزب الله».
واختتم البيان بالقول إن «الجيش الإسرائيلي سيعمل ضد محاولات إعادة إعمار وتسليح حزب الله، وسيعمل بقوة لإزالة أي تهديد على مواطني إسرائيل، وسيبقى الجيش ملتزمًا بالتفاهمات التي تم الاتفاق عليها بين إسرائيل ولبنان».
اغتيال قيادي بحزب الله
وكانت مراسلة «الغد» قد أفادت، أمس الأحد، بأن الطائرات الإسرائيلية شنت غارة استهدفت منزلا في حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، استهداف عنصر مركزي من حزب الله في بيروت.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن المستهدف في الضاحية هو هيثم علي الطبطبائي، القيادي البارز في حزب الله، مشيرة إلى أنه قائد الجناح العسكري، وتعتبره إسرائيل رئيس أركان حزب الله والذي تم تعيينه بعد اغتيال فؤاد شكر قبل أكثر من عام.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان) بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة قبل شن غارتها على بيروت.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الجيش استهدف رئيس أركان حزب الله، الذي قاد عملية تعزيز قوة التنظيم وتسليحه – بحسب البيان.
وأوضح البيان أن نتنياهو أمر بتنفيذ الهجوم بناءً على توصية وزير الجيش ورئيس الأركان.
وشدد نتنياهو على أن «إسرائيل عازمة على العمل لتحقيق أهدافها في كل مكان وفي كل وقت».
أول تعليق لبناني
وفي أول تعليق لبناني، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية دليل آخر على أنها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان.
اعتبر الرئيس اللبناني جوزيف عون، أن استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد ظهر اليوم الأحد، بالتزامن مع ذكرى الاستقلال «دليل آخر على انها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد وإعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة كلها».
وأضاف عون: «إن لبنان الذي التزم وقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة حتى اليوم، وقدم المبادرة تلو المبادرة، يجدد دعوته للمجتمع الدولي بان يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه منعا لأي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة من جهة، وحقنا لمزيد من الدماء من جهة أخرى».
