أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الإثنين، عن هدنة إنسانية في السودان من طرف واحد، لمدة 3 أشهر.
وقال قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو: «نُعلِن هدنة إنسانية ووقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أشهر، ونؤكد على حماية المدنيين وفتح الممرات الآمنة للمساعدات».
وأوضح دقلو أن الهدنة الإنسانية تأتي استجابة لجهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومساعي دول الرباعية والاتحاد الإفريقي والإيغاد.
جاء ذلك بعد أيام من إعلانها تأييدها الكامل للتحركات الدولية المكثفة الرامية إلى وقف الحرب في السودان، مثمنة الجهود التي تبذلها الرباعية الدولية، وعلى رأسها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، للتوسط في النزاع.
وفي بيان لها، يوم الجمعة الماضي، أبدت قوات الدعم السريع استعدادها التام للتجاوب مع المبادرات الدولية، معتبرة أن قيادات الجيش هم العقبة الأساسية أمام تحقيق السلام.
وشدَّدت قوات الدعم السريع على ضرورة بناء جيش وطني موحد، مهني، وخالٍ من الأيديولوجيات المتطرفة.
مقترح هدنة إنسانية
وفي 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على مقترح هدنة إنسانية في السودان قدَّمته الرباعية الدولية التي تضم جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
وقال المتحدث باسم قوات الدعم السريع، في بيان، إنه «تلبية لتطلعات ومصالح الشعب السوداني، نؤكد على الدخول في الهدنة الإنسانية المطروحة من قبل دول الرباعية».
وأشار إلى أن الهدنة تأتي لضمان معالجة الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحرب، وتعزيز حماية المدنيين.
وأكد أن قوات الدعم السريع تتطلع إلى «تطبيق الاتفاق والشروع مباشرة في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات».
من جانبها، أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها الكامل للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى فرض هدنة إنسانية فورية ووقف شامل لإطلاق النار في السودان، بما يتيح وصول المساعدات إلى المتضررين ويضع حدًّا لمعاناة المدنيين المستمرة منذ اندلاع الحرب الأهلية.
وأعربت دولة الإمارات، الأربعاء الماضي، عن إدانتها الشديدة واستنكارها العميق للانتهاكات الإنسانية والجرائم المروِّعة التي ارتكبت بحق المدنيين في مختلف أنحاء السودان المتضررة من الحرب الأهلية، بما فيها مدينة الفاشر، مؤكدة أن استهداف المدنيين والأحياء السكنية والمرافق الحيوية في جميع المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية مسلحة يشكل تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولجميع القيم والمبادئ الإنسانية، وأن ما شهدته البلاد من اعتداءات مروِّعة يمثل جريمة بحق الإنسانية تتطلب موقفًا دوليًّا موحدًا وحازمًا.
وشدَّدت وزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، في بيان لها، على ضرورة اضطلاع الأطراف المتحاربة بمسؤولياتها الكاملة في حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن ودون عوائق، مؤكدة أن استغلال المعاناة الإنسانية أو المساعدات لأغراض سياسية أو عسكرية أمر مرفوض ومدان.
كما أكدت دولة الإمارات أن البيان المشترك للرباعية حول السودان يشكل خطوة تاريخية في مسار الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، إذ يقدم تشخيصًا دقيقًا لطبيعتها ويرسم خريطة طريق واضحة لمعالجتها، من خلال هدنة إنسانية تعقبها عملية انتقال مدني للسلطة، مجددة التأكيد على أن لا حل عسكريًّا للأزمة السودانية، وأن التوافق الإقليمي والدولي الذي عكسه البيان يمثل دعمًا مهمًّا لمسار السلام ووحدة السودان.
