وضع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم في نواكشوط، حجر الأساس لمعلمة نصب الأمة.
معلمة مهمة وتتلهف لها العاصمة منذ فترة طويلة، لتشكل هوية بصرية تميزها كغيرها من عواصم العالم .
وتهدف هذه المعلمة إلى ترسيخ الهوية الحضرية لمدينة نواكشوط، وستتمتع بقيمة رمزية ومعمارية كبيرة. وقد اختارت السلطات لها موقعا جغرافيا يتوسط العاصمة وهو الدوار الواقع عند ملتقى “شرطة المرور”، حيث تلتقي خمسة محاور طرقية رئيسية في قلب العاصمة، ومن المنتظر إنحازها خلال 20 شهرا وبتكلفة 7.8 مليار أوقية .
ومن المقررأن يبلغ ارتفاع برجها 65 مترا مع جسرين يربطان المدخل والمخرج بالبرج المركزي الذي يضم عدة طوابق، يوجد بها مقهى ومطعم ومتحف، إضافة إلى منصة علوية توفر إطلالة سياحية على العاصمة، وأخرى مخصصة لتجسيد نموذج لمنارة مسجد شنقيط التاريخية.
كما ستتوفر على منارة بحرية، وأربعة مصاعد، ومواقف للسيارات، ومحطة للحافلات، ومساحات خضراء، وإنارة عمومية.
العاصمة نواكشوط مدينة ظلت منسية من إنشاء بنية تحتية عصرية كالجسور والطرق السيارة، والأبراج والحافلات ذات الخطوط السريعة .
ومنذ وصول الرئيس الحالي للحكم بدأت تعرف إنشاء بنية تحتية حضرية حقيقية، فقد تم تشييد عدة جسور، وأنشئت عدة خطوط للحافلات السريعة، وتجري دراسة لإنشاء قطار يربط بين أجزاء العاصمة، وطريق دائري حول العاصمة لتسهيل حركة المرور.
مازالت نواقص كثيرة تعيق حضرية العاصمة كضعف النظافة واحتلال الشوارع خاصة وسط المدينة، الذي ما يزال بحاجة للعصرنة ووجود بنية تحتية تعين على أن يكون به العمل ليلا ونهارا كمافي غالبية دول العالم.
ويجب أن تكون به أماكن للترفيه، ومطاعم ومقاهي وقاعات شاي وألعاب وقاعات عرض سينمائي، والمحلات التجارية المضاءة ذات المرايا الجميلة ووسائل نقل عصرية توفر النقل إليه كل وقت .
وقد شهد هذا الجانب تحسنا بوصول الباصات المكيفة، كما بدأ تشجير معظم الشوارع الرئيسية في حملة التشجير الأخير، وإن كان نجاحها يتطلب مزيدا من العناية .
ختاما : تدشين معلمة نصب الأمة مشروع وطني هام، لأنه سيمنح العاصمة هويتها البصرية، ويجعلها تفخر بين دول العالم بأصالتها ومكانتها التي يعكسها تصميم النصب من جهة، كما سيقدم صورة جميلة وسياحية لعاصمة طالها النسيان والتهميش في البنية التحتية العصرية لأكثر من ستة عقود من جهة أخرى.
